صدأ الساق الأسود في القمح Black or stem rust of wheat
يعد مرض صدأ الساق الأسود في القمح – Black or Stem Rust of Wheat – من أهم و أخطر الأمراض التي تصيب القمح في جميع أنحاء العالم المنتجة للقمح. كما يصيب أيضا الشعير و الشوفان و الراي .
كما يسمى ايضا ب ( صدأ القمح – صدأ الساق – الصدأ الأسود ) وسنذكر في هذا المقال اسباب مرض صدأ الساق الأسود في القمح و اهم الاعراض و الاضرار وطرق المكافحه .
أهمية المرض:
يعد هذا المرض من أهم و أخطر الأمراض التي تصيب القمح في جميع أنحاء العالم المنتجة للقمح. كما يصيب أيضا الشعير و الشوفان و الراي.
الفطر المسبب للمرض معروف تأريخيا كمسبب دمار شديد دوريا و كان أكثر الأمراض تخويفا في مختلف البلدان في جميع القارات حيث يزرع القمح.
ينتشر المرض في جميع أنحاء شرق أفريقيا و اليمن و السودان و مصر و العراق و السعودية إيران و أوغندا و كينيا و أثيوبيا و الهند و الصين و بنجلادش و غيرها. كذلك يتوقع إنتشاره نحو شمال أفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا و ما وراءها.
هناك تقارير أشارت إلى وجود المرض غرب اليمن خلال العام 2006م (أكتوبر/نوفمبر).
يعتبر صدأ الساق من أهم المعوقات الإحيائية لإنتاج القمح بشكل مستديم في البلدان النامية.
و في عام 1999م تطور شكل خطير من مسبب مرض صدأ ساق القمح في مرتفعات أوغندا ، و الآن صار معروفا بمصطلح Ug99. نوع الكائن الممرض هذا خبيث للغاية و قادر على التسبب في أضرار مدمرة لمعظم أصناف القمح في العالم. و هي تشمل معظم الأصناف الشعبية في بلدان مثل كينيا ، و إثيوبيا ، و اليمن ، و مصر ، و السودان ، و تركيا ، و إيران ، و أفغانستان و باكستان ، و جميعها تقع في المسار المحتمل لـUg99.
اسباب اهمية رصد تطور هذه السلالة الجديدة من صدأ الساق الأسود في القمح :
لقد أصبح رصد تطور هذه السلالة الجديدة من صدأ الساق “Ug99” هجرتها أمرا فائق الأهمية للأسباب التالية:
- العديد من المزروعات التي تزرع حاليا تحمل جينات المقاومة الخاصة بالسلالة التي يوجد لديها المدى القصير من العمر.
- تجري زراعة نفس المزورعات على مساحات واسعة في أكثر من بلد واحد. نفس الجينات التي تمنح خصوصية المقاومة لعدة أنواع الصدأ تم إدخالها في الأصناف المزروعة في مختلف البلدان ؛غالبية الأصناف المزروعة حاليا في جميع أنحاء العالم.
- يهاجم الفطر جميع أجزاء نبات القمح الموجودة فوق سطح التربة . و يسبب خسائر عن طريق تقليل المجموع الخضري و خفض تكشف الجذور و خفض إنتاج و نوعية الحبوب.
تكون النباتات المصابة في كثير من الحالات عدد قليل من الأشطاء و تعطي قليلا من الحبوب في كل سنبلة و تكون الحبوب صغيرة الحجم مجعدة بشكل عام و يكون الطحين (الدقيق) ذو نوعية رديئة و ذو قيمة غذائية منخفضة. النباتات المصابة بشدة يمكن أن تموت. تؤدي الإصابة الشديدة لبادرات القمح الشتوية إلى إضعاف النباتات و زيادة قابليتها للتأثر بأضرار الشتاء و قابلة للمهاجمة من قبل الكائنات الممرضة الأخرى.
تختلف الخسائر من خسائر بسيطة و قليلة إلى تحطيم كامل لحقول القمح في مناطق واسعة. أكثر من مليون طن متري من القمح فقدت بسبب صدأ الساق في الولايات المتحدة سنويا . و خلال السنوات السنوات التي يكون فيها المرض وباء حاد تقدر الخسائر بعشرات أو مئات الملايين من الأطنان. إن الخسائر من المرض شديدة و تكون أكثر شدة في كثير من دول زراعات القمح و خاصة الدول المتقدمة.
تم إعتبار صدأ الساق كأكثر الأمراض ضررا للقمح في أستراليا من قبل وليام فرير.
بالنسبة لمناطق الوجة البحري في مصر فإنه في بعض السنين التي ينتشر فيها المرض بحالة وبائية قد تصل الخسائر إلى ما يعادل نصف قيمة المحصول أو أكثر ، و في السنين العادية يبلغ متوسط نسبة الإصابة على الأقماح الهندية 5 – 8%.
المسبب المرضي:
فطر بكسينيا جرامينيس تريتيساي Puccinia graminis f. sp. tritici .
الفطر المسبب للمرض يتبع الفطريات البازيدية ، داخلي التطفل ، يتميز بوجود سلالات فسيولوجية ذات قدرة إمراضية مختلفة (تقدر السلالات الفسيولوجية للفطر بحوالي 250 سلالة. و لا توجد جميعها في منطقة واحدة ، بل تتوزع في مناطق مختلفة من العالم).
فطر ثنائي العائل يكمل دورة حياته على عائلين مختلفين من الناحية التصنيفية (العائل الأصلي نبات القمح) و (العائل المتبادل نبات الباربري و الماهونيا)(Berberis spp Mahoberberis spp and Mahonia spp).
انواع الفطر المسبب لمرض صدأ الساق الأسود في القمح
و يكون الفطر خمسة أنواع من الجراثيم المختلفة هي:
1- الجراثيم البكنية (المشيجية أو السبرموجوني).
2- الجراثيم الأسيدية.
3- الجراثيم اليوريدية.
4- الجراثيم التيليتية.
5- الجراثيم البازيدية.
الجرثومة اليوريدية بيضية الشكل ، لونها بني فاتح ، جدارها شوكي به أربعة ثقوب إنبات موزعة على خط إستواء الجرثومة . و تتكون من خلية واحدة بها نواتين و تحمل على حامل قصير تنفصل منه بسهولة بمجرد إنفجار البثرة . كما تنتشر الجراثيم اليوريدية إلى مسافات بعيدة بواسطة الرياح.
أما الجرثومة التيليتية فتتكون من خليتين لكل منهما ثقب إنبات و جدرها سميكة خاصة عند قمة الجرثومة المستدقة و لونها بني يميل إلى السواد. و هذه الجراثيم تتحمل الظروف البيئية القاسية و بذلك يقضي الفطر فترة الشتاء القارص أو الصيف الحار على صورة جراثيم تيليتية.
الفطر Puccinia graminis f.sp secalis يصيب الشليم.
أعراض مرض صدأ الساق الأسود في القمح :
لا يظهر على نباتات القمح أي أعراض واضحة إلا بعد مرور 7 – 15 يوم من الإصابة.
تبدأ الإصابة بظهور بقع صفراء باهتة . ثم يعقبه ظهور بثرات يوريدية ، مسحوقية ، مستطيلة الشكل ، لونها بني محمر . مبعثرة في خطوط طولية موازية لمحور الساق و العرق الوسطي للأوراق ، يتكون بداخل البثرة الجراثيم اليوريدية .
و يختلف حجم البثرة اليوريدية بإختلاف درجة مقاومة النبات للمرض. عند إكتمال تكوين البثرة و نضج الجراثيم اليوريدية تنشق طبقة البشرة المغلفة لها و بذلك تتعرض الجراثيم اليوريدية للإنتشار.
يبدأ المرض أساسا في الساق ثم يمتد بصورة أقل إلى الورقة و يصل أحيانا إلى السنبلة.
تظهر البثرات على الأوراق و أغماد الأوراق و الساق و قنابع الأزهار).
في آخر موسم النمو تتكون البثرات التيليتية و تشبه في شكلها إلى حد كبير البثرات اليوريدية ، لونها بني داكن تتحول إلى اللون الأسود . و تتكون دخل البثرات التيليتية جراثيم تيليتية على نفس الميسيليوم الذي تكونت عليه الجراثيم اليوريدية.
عندما تكون الإصابة شديدة تمتد البثرات و تتلامس.
على نبات الباربري تظهر الأوعية البكنية على السطح العلوي للورقة يخرج منها الجراثيم البكنية مع إفرازات عسلية و بعد 5- 10 أيام يتكون على السطح السفلي للورقة وعاء يشبه الفنجان المقلوب يحتوي على جراثيم أسيدية صفراء برتقالية مسحوقية.
الظروف الملائمة:
الحرارة الدافئة (18 – 20 درجة مئوية) و الرطوبة الجوية العالية.
طول مدة النمو الخضري ، تأخير الزراعة ، الأصناف متأخرة النضج ، الزراعة الكثيفة ، و زيادة التسميد النايتروجيني.
أواخر الربيع عندما يكون الطقس ممطرا ( رطوبة عالية و حرارة بين 25 – 30 درجة مئوية.
تعتبر الرطوبة العالية و الحرارة المتوسطة من أهم المتطلبات البيئية لحدوث الإصابة.
إستمرار وجود رطوبة جوية مرتفعة و ضباب كثيف ليلا ، وجود مساحات واسعة من زراعات أصناف قمح قابلة للإصابة مع وجود سلالات فسيولوجية من الفطر قادرة على إصابة الأصناف المزروعة في المنطقة ، جو يميل للدفء (18 – 24 درجة مئوية) ، النمو الغزير للنباتات و أنسجتها عصيرية ممتلئة بالماء و الرطوبة الأرضية المرتفعة ، و تأخر نضج المحصول .. إذا أجتمعت هذه العوامل فإن الإصابة تكون شديدة و يتم الفطر دورة حياته خلال عشرة أيام.
مصادر الإصابة بالمرض في الدول العربية:
لا يوجد العائل الثاني/المتبادل (الباربري و الماهونيا) في معظم الدول العربية ، و لهذا تعد دورة الفطر ناقصة ، لذلك توجد إحتمالات مختلفة عن مصدر الإصابة بالمرض في أول كل موسم على محصول القمح ، و من هذه الأراء ما يأتي:
- يحتمل أن تحمل الرياح الآتية من الجنوب الجراثيم اليوريدية من البلاد التي تزرع القمح مبكرا.
- يحتمل أن تحمل الرياح الشمالية الآتية من جنوب أوروبا جراثيما أسيدية تكونت على العائل الثاني التي يكثر انتشارها في تلك المناطق أو أن تحمل الرياح أيضا جراثيما يوريدية تكونت على حشائش نجيلية في تلك المناطق.
- أما إحتمال وجود الفطر على صورة جراثيم يوريدية ساكنة على بقايا محصول القمح ، و تظل كذلك إلى أن يحل الموسم التالي لنمو المحصول فهو إحتمال ضعيف.
دورة المرض:
الفطر المسبب للمرض ثنائي العائل ؛ بالتالي فإن دورة الحياة تكون طويلة و كاملة عند توفر العائل الأول (القمح) و الثاني (البربري و الماهونيا) في نفس المنطقة أو مناطق متقاربة كما في البلاد الشمالية الباردة حيث يتكون الطورين البكني و الأسيدي على الباربري أو الماهونيا و الطورين اليوريدي و التيليتي على القمح.
أما في حالة عدم توفر العائل الثاني/المتبادل (الباربري و الماهونيا) في نفس المنطقة كما في معظم البلاد العربية فإن دورة الحياة تكون تكون قصيرة و ناقصة و مقتصرة على الطورين اليوريدي و التيليتي اللذان يتكونان على القمح.
الجراثيم الأسيدية و اليوريدية جراثيم لا جنسية ، الجراثيم التيليتية جراثيم جنسية.
في المناطق الشمالية الباردة يقضي الفطر الشتاء على شكل جراثيم تيليتية كامنة على البقايا الملوثة من نبات القمح. في الربيع تنشط الجراثيم التيليتية و تنبت مكونة جراثيم بازيدية تخترق خلايا بشرة الأوراق لنبات الباربري مباشرة ، بعد ذلك ينمو الميسيليوم غالبا بين الخلايا و يكون ممصات تدخل في الخلايا ، ثم يتكون الطورين البكني و الأسيدي على الباربري.
تنطلق الجراثيم الأسيدية في اواخر الربيع و تحمل بواسطة الرياح و تقع على نباتات القمح المجاورة فتنبت مكونة أنبوبة إنبات تخترق الساق أو الأوراق أو أغماد الأوراق لنبات القمح ، و يتم الإختراق عن طريق الثغور ، ثم بعد ذلك تتكون الجراثيم اليوريدية و هي طور التكاثر السريع للفطر حيث تكرر الإصابة عدة مرات خلال الموسم ، و هي أيضا تنبت و تدخل النبات خلال الثغور.
في نهاية موسم النمو عندما يصل نبات القمح طور النضج يتحول الطور اليوريدي إلى الطور التيليتي ، و الجراثيم التيليتية لا تنبت مباشرة و لا تصيب القمح.
المكافحة:
- التخلص من العوائل الثانوية إن وجدت في المنطقة.
- زراعة الأصناف المقاومة للمرض. و هذه الطريقة هي الأكثر فعالية و عملية.
- ترشيد التسميد النايتروجيني ، و قد وجد أن الأفضل أن يكون النايتروجين بصورة نترات (تابس إن كه مثلا).
- الإهتمام بإستخدام سماد سيليكا تابس أو بابل(سيليكات البوتاسيوم).
- تجنب الزراعة الكثيفة و الإعتدال بالري خاصة قرب نضج المحصول.
- التبكير في الزراعة أو زراعة أصناف مبكرة النضج.
- المكافحة الكيميائية من الناحية العملية تعد مكلفة.
- الوقاية تكون بإستخدام كبريت التعفير أو الكبريت الميكروني رشا مثل كوزافيت 80% W.G.
- رش المبيدات الجهازية مثل أزوكسيستروبين ، سيبروكونازول ، فلوسيلازول ، بيراكلوستروبين ، دايفينوكونازول ، أبيوكسي كونازول ، كاربيندازيم + فلوسيلازول ، بروبيكانازول ، تبيوكونازول ، و ترياديمنول.
المصادر:
1- بو زيد نصراوي ، أهم الأمراض الفطرية للحبوب و البقوليات في تونس ، مركز النشر الجامعي 2008م.
2- حسين العروسي و آخرون ، أمراض النبات ، منشأة المعارف بالإسكندرية 2001م.
3- يونس يوسف مولان و آخرون ، تشخيص الأمراض الفطرية و طرق مكافحتها ، قسم وقاية النبات – كلية علوم الأغذية والزراعة – جامعة الملك سعود – دار المريخ للنشر 2008م.
4- جهاد محمد الهباء و آخرون ، أمراض النبات ، للصف الثالث بالمدارس الثانوية الزراعية 2010/2011م – جمهورية مصر العربية.
5- محمد عبدالرحمن الوكيل ، ماذا تعرف عن أمراض الصدأ في النجيليات؟ ، يناير 2010م.
6- تأليف جورج أجريوس ، ترجمة محمود موسى أبو عرقوب ، أمراض النبات – المكتبة الأكاديمية – الطبعة العربية الأولى 1994م – القاهرة.
7- إبراهيم صادق عليوة و آخرون ، أمراض نبات ، كلية الزراعة – جامعة عين شمس.
8- الإنترنت.
مرض صدأ الساق الأسود في القمح
Black or Stem Rust of Wheat
(صدأ القمح – صدأ الساق – الصدأ الأسود)
إعداد: عمرو جابر نعمان العواضي
770275567
تأريخ: 25/أغسطس (8)/2020م
مواضيع متعلقة :
