افات وامراضالعنبالفواكهامراض الفاكهةامراض النبات

البياض الزغبي على العنب Downy mildew of grape

يعتبر مرض البياض الزغبى واحد من أخطر الأمراض لجميع أصناف العنب الأوروبي vinifera Vitis والعديد من أصناف الهجن البينية لجنس Vitis. وهذا المرض مدمر لكرمات العنب في جميع مناطق زراعة العنب في العالم حيثما تهطل الأمطار في الربيع والصيف عند درجات حرارة أعلى من 11 درجة مئوية. تستعرض وتوضح هذه المقالة أهمية المرض، والمسبب، والأعراض، ودورة المرض، ووبائيته، والمكافحة المتكاملة.

إعداد: عمرو جابر نعمان العواضي
هاتف: 770275567
تأريخ: 14 أبريل 2020م

أهمية المرض The significance of the disease:

  • الموطن الأصلي لهذا المرض هو أمريكا الشمالية حيث ظهر فيها عام 1834م ظهر في فرنسا عام 1875م عندما أستوردت عقل عنب من أصول أمريكية و انتشر بعد ذلك في جميع مزارع العنب في أوروبا ، و انتقل إلى شمال أفريقيا عام 1907م ، و ظهر في أستراليا عام 1917م ، و سجل Jones – Briton وجود المرض في مصر في الفترة ما بين 1920 – 1922م. و ينتشر المرض في الكثير من الدول العربية و منها اليمن.
  • يسبب هذا المرض خسائر فادحة على محصول العنب في مناطق زراعته بالجمهورية اليمنية و خاصة صنعاء و صعدة ، و قد أنهى محصول العنب خلال عام 1996م.
  • و تشير بعض التقارير أن موعد ظهور هذا المرض بالنسبة لمحافظة صعدة هو شهر يونيو “منطقة المناش” و أن مكافحته تكون خلال يونيو – سبتمبر . و في محافظة صنعاء فقد سجل المرض في منطقة بني حشيش في أواخر الموسم مع بداية شهر أغسطس بسبب هطول الأمطار في شهر يوليو 2005م. كما سجل في شهر سبتمبر. و تشير نتائج بعض الدراسات أن صنف العنب الرازقي أكثر تأثرا بالمرض يليه العاصمي. كما يعتبر البياض الزغبي أحد أهم مشاكل زراعات العنب في محافظة عمران. و ينتشر المرض في عموم مناطق زراعة العنب في اليمن.
  • يصيب المرض بالدرجة الأولى الأوراق و الأفرع الطرية و المحاليق ، و يسبب جفافها. و في حالات الإصابة الشديدة يتأثر الإنتاج لضعف المجموع الخضري.

المسبب CausaI organism:

يتسبب المرض عن شبيه الفطر بلازموبارا فيتيكولا Plasmopara viticola (Berk. and Cart. ) Berl and de T. ، و يتبع الفطريات البيضية Oomycetes ، الميسليوم غير مقسم ، و هو داخلي التطفل أي يعيش بين خلايا أنسجة العائل ، و إجباري التطفل يمتص الغذاء بواسطة ممصات كروية صغيرة يرسلها داخل الخلايا. ينمو ميسليوم الفطر و يتفرع بين الخلايا و يكون حوامل الأكياس الإسبورانجية التي تخرج من الثغور في مجاميع مكونة من ثلاثة حوامل أو أكثر . و الحامل الجرثومي “الإسبورانجي ” لهذا الفطر قائم رفيع وحيد الشعبة يتكون عليه فروع جانبية تكاد تكون على زوايا قائمة مع المحور الأصلي للحامل. و تتفرع الفروع الجانبية إلى فروع ثانوية صغيرة بنفس النظام ، و تنتهي بنهايات غير مستدقة تحمل عليها 2 – 3 ذنيبات sterigmata ينشأ عليها أكياس اسبورانجية بيضية الشكل. تنفصل الأكياس الإسبورانجية من الذنيبات بسهولة و تحمل بواسطة الرياح لمسافات بعيدة حيث تحدث إصابات جديدة على نباتات أخرى سليمة. تحدث العدوى نتيجة إنبات الكيس الإسبورانجي و تكون جراثيم هدبية سابحة تخرج من فتحة طرفية في الكيس ، و تسبح الجراثيم الهدبية فترة قصيرة من الوقت ، ثم تستقر و تفقد أهدابها و تفرز غشاء خلوي حول نفسها ، ثم تنبت ثانية بتكوين أنبوبة إنبات تدخل من فتحة الثغر في النبات العائل و تنمو بين خلاياه ، و يتم الفطر هذه الدورة في مدة 18 – 5يوم تبعا لظروف الحرارة و الرطوبة.
و هناك نوعان لحوامل شبيه الفطر الإسبورانجية. فالنوع الأول عبارة عن حوامل كثيرة التفريع ذات تفرعات أحادية عمودية على التفرع الأصلي و في النهاية تستدق و تحمل الأكياس الإسبورانجية التي تنبت فتكون جرثومة واحدة إلى ست جرثومات. و النوع الثاني عبارة عن حوامل قصيرة غير متفرعة كل منها ينتهي بكيس جرثومي كبير و يتكون بداخله ثمانية إلى عشرة جراثيم.

الظروف الملائمة Epidemiological:

  • أنسب درجات الحرارة ملائمة لحدوث العدوى 24 – 18 درجة مئوية .
  • يحتاج الفطر إلى درجات حرارة ما بين 25 – 17 درجة مئوية مع زيادة الرطوبة و الغيوم أو الندى الغزير ؛ لأن حدوث الإصابة يتوقف على توفر الماء اللازم لإنتشار و إنبات الجراثيم الهدبية ، و يعد وجود الماء الحر على سطح العائل مهما لحركة الجراثيم الهدبية.
  • يناسب تطور المرض الجو البارد العالي الرطوبة ، و الحرارة المثلى تتراوح بين 25 – 20 درجة مئوية.
  • المناطق التي يحدث فيها الندى بكثرة تكون إصابة النباتات فيها شديدة.
  • أحسن درجة لإنبات الجراثيم الساكنة هي 25 – 20 درجة مئوية و الدرجة التي لا يحدث فيها إنبات 32 درجة مئوية ، و تعتبر درجة تسع مئوية هي الدرجة الصغرى لحدوث الإصابة.
  • تصاب الأوراق الحديثة بالفطر في جو رطوبته بين 85 – 70 % أما الأوراق المسنة فتصاب في درجة رطوبة قدرها من 100 – 80 %.
  • القابلية للإصابة تتأثر بنسبة الجير و البوتاسيوم الموجودة في الأوراق و الثمار ؛ و لذلك فإن النباتات النامية في تربة غنية تكون أقل عرضة للإصابة.

الأعراض Symptoms :

  • يصيب الفطر جميع أجزاء النبات فوق سطح التربة من أوراق و أعناقها و الأفرع الصغيرة الخضراء أو الغضة و الأزهار و الثمار في مختلف أدوارها.
  • تظهر الأعراض على الأوراق على هيئة بقع صفراء باهتة على السطح العلوي للورقة ، و شكلها غير منتظم و أحجامها مختلفة و يتوقف ذلك على شدة الإصابة فأحيانا تكون صغيرة أو كبيرة و أحيانا تتجمع مع بعضها و تعم سطح الورقة كلها ، و قد يموت جزء كبير من الورقة بين العروق الرئيسية و بتقدم الإصابة يتحول لون البقع إلى البني نتيجة لموت الأنسجة ، و يظهر مقابل هذه البقع من السطح السفلي للورقة نمو زغبي أبيض أو رمادي اللون ، هو عبارة عن حوامل الأكياس الإسبورانجية التي تخرج من الثغور ، و عند اشتداد الإصابة تتساقط الأوراق.
  • تظهر على الأفرع الحديثة بقع كالمسلوقة يتكون عليها النمو الزغبي الأبيض ، و ينتج عن الإصابة قصر الأفرع و زيادة سمكها عن الأفرع العادية.
  • إصابة الأزهار تحول دون عقد الثمار.
  • إصابة الثمار الصغيرة تسبب توقف نموها و جفافها و تصلبها و تغطى بالنمو الزغبي و تموت تصبح سهلة السقوط.
  • أما الثمار التي على وشك النضج “مكتملة النمو” فيتغير لونها إلى الأخضر القاتم أو المحمر ثم إلى البني أو البني الداكن ، و يتجعد سطحها و تصبح ضامرة صلبة صغيرة الحجم قليلة العصير و قد يظهر على سطحها النمو الزغبي للفطر و تسقط في النهاية و ذلك نتيجة لنمو الفطر داخل الثمرة.
  • يعتمد ظهور النمو الزغبي على الأنسجة المصابة اعتمادا كبيرا على درجة الرطوبة الجوية و حدوث الندى.
  • للمرض مظهرين على الثمار:
    الأول: عفن رمادي على حبات العنب الصغيرة حيث تتلون بلون رصاصي مزرق و تغطى بالنمو الزغبي.
    الثاني: عفن بني على حبات العنب الكبيرة التي لم تنضج بعد حيث يتلون النسيج الداخلي و القشرة باللون البني.

دورة المرض Cycle of disease:

يقضي شبيه الفطر فترة الشتاء في صورة جراثيم بيضية ساكنة داخل أنسجة الأوراق القديمة المصابة التي تسقط في التربة و تختلط بها و تظل الجراثيم البيضية الساكنة على هذه الصورة حتى الربيع التالي ، و عند توفر الظروف الملائمة من الحرارة و الرطوبة في أوائل موسم النمو تنبت الجرثومة البيضية و تكون حاملا اسبورانجيا قصيرا يحمل في نهايته كيسا اسبورانجيا ، ثم ينبت الكيس الإسبورانجي المتكون و تنطلق منه الجراثيم الهدبية المتحركة التي تكون مصدرا للقاح الطفيل ، و تحدث العدوى في الإصابات الأولى على أوراق النباتات الملامسة لسطح التربة أو القريبة منها.
و في أواخر الصيف أو الخريف تتكون أعضاء جاميطية مذكرة داخل أنسجة الورقة المصابة و نادرا ما تكون على السوق و تنتج من تزاوجها جراثيم بيضية و هذه تكون حول نفسها غطاء جرثوميا غليظا خشنا و تبقى كامنة حتى الربيع حيث تتحرر بسبب إنحلال أنسجة العائل . و عندما تكون الظروف مناسبة تنبت الجرثومة البيضية مكونة ميسليوم أولي يحمل كونيديوم أو كيس جرثومي كبير الحجم و يكون هو بدوره جراثيم هدبية تنطلق على سطح الأوراق حديثة السن أو تتناثر بواسطة الأمطار مكونة البقع الأولى للمرض.

مصادر العدوى:

  • تحدث العدوى الأولية (تنتقل الإصابة من موسم إلى آخر ) عن طريق:
    الجراثيم البيضية ( الجنسية ) الساكنة داخل أنسجة الأوراق القديمة المصابة التي تسقط في التربة و تختلط بها. أو تبقى كامنة على الساق.
  • تحدث العدوى الثانوية (تنتقل الإصابة من نبات لآخر أو من جزء نباتي لآخر خلال موسم النمو) عن طريق:
    الجراثيم الإسبورانجية (الهدبية – السابحة) المنتقلة بواسطة الرياح أو مياه الأمطار أو مياه الري.
  • تنتقل الإصابة بواسطة زراعة شتلات أو عقل موبوءة.

المكافحة Control :

  • العمليات الزراعية:
    *جمع و حرق المخلفات و خاصة الأوراق الجافة المتساقطة و الأفرع المقلمة ؛ للقضاء على ما بها من مصادر عدوى (الجراثيم الجنسية البيضية الساكنة) من الموسم السابق.
  • زراعة الأصناف المقاومة كأصناف العنب الأوروبية.
    في الإصابات الخفيفة تجمع الأوراق المصابة و تعدم.
  • تقليم الأجزاء المصابة و حرقها.
    يفضل أن تكون التكاعيب مرتفعة عن سطح التربة ؛ حتى تقل فرصة إنتقال الجراثيم بواسطة ماء الري أو ماء المطر.
  • رفع أو قص الأفرع الملامسة للتربة و التخلص من السرطانات.
  • الإهتمام بالتهوية و وصول الضوء و أشعة الشمس لجميع أجزاء النبات عن طريق التقليم الجيد و مكافحة الحشائش و تجنب الزراعة الكثيفة و التخفيف من النموات الخضرية المتزاحمة و التوزيع الجيد لنموات و أغصان النبات بشكل يمنع التظليل و التزاحم.
  • الإعتدال في الري و التخلص من مياه الأمطار الراكدة بالمزارع و الفائضة عن حاجة النبات و تجنب رش النباتات بالماء و بخاصة في الأيام الملبدة بالغيوم و تحسين الصرف.
  • المكافحة الكيميائية:
  • معاملة أماكن زراعة التقاوي (المشتل) بالفورمالين أو غيره من المطهرات الفطرية المناسبة.
  • للوقاية من المرض ترش النباتات من 4 – 3 مرات خلال موسم النمو في المواعيد التالية:-
    الرشة الأولى: قبل الإزهار و عندما يكون طول الأفرع الحديثة حوالي 20سم.
    الرشة الثانية: بعد عقد الثمار مباشرة.
    الرشة الثالثة: قبل نضج الثمار.
    و قد يحتاج إلى رشة رابعة تجرى بعد 3 – 2 أسبوع من الرشة الثالثة في حال كانت الإصابة لا تزال منتشرة ، و يمكن استخدام المبيدات الفطرية التالية:-
    أ- مخلوط بوردو 1 % أي نسبة 1كجم كبريتات نحاس : 1كجم جير حي : 100لتر ماء.
    ب- ميتالاكسيل + أوكسي كلورور النحاس أو هيدروكسيد النحاس.
    ج- بروباموكارب هيدروكلوريد + أزوكسيستروبين و ديفينوكونازول و أبيوكسي كونازول.
    د- سيموكسانيل – فاموكسادون – مانكوزيب.
  • للعلاج ترش النباتات المصابة بمبيد جهازي مع ضرورة إضافة مادة ناشرة لاصقة حتى تساعد على إنتشار المحلول على الأجزاء المصابة و إطالة مدة بقائه.
  • من المهم رش الأسمدة عالية البوتاس على النباتات.
    ملاحظات:
  • في معظم مناطق زراعة العنب تكون مكافحة المرض غير مجدية نظرا لتكرار استخدام المبيدات و خاصة ميتالاكسيل و مركبات النحاس و بروبينيب و أزوكسيستروبين و ديفينوكونازول.
  • يوصى بإستخدام مبيدات جديدة و فعالة في مكافحة المرض.
  • يعتبر المرض من أهم مشاكل العنب و يجد المزارع اليمني صعوبة كبيرة في مكافحته.

المصادر References :

  • العروسي، حسين و آخرون. أمراض النبات 2001م، منشأة المعارف بالإسكندرية.
  • جمال الدين، إبراهيم و آخرون. تأليف دانيال روبرت. أساسيات أمراض النبات 1992م. الطبعة العربية الثالثة ، الدار العربية للنشر و التوزيع – القاهرة.
  • سليمان، صبحي. أمراض الفاكهة 2006م. دار الكتب العلمية للنشر و التوزيع، القاهرة.
  • مصطفى، توفيق و أحمد الرداد المومني. آفات الحديقة و المنزل 1990م. الطبعة الأولى – الدار العربية للنشر والتوزيع – القاهرة.
  • مهدي، حسن سليمان أحمد و آخرون. التقييم الريفي التشاركي في تطبيق استراتيجية الإدارة المتكاملة لآفات العنب في الجمهورية اليمنية 2010م/1431ه. مجلة جامعة الملك عبدالعزيز – مركز النشر العلمي. كلية الزراعة – جامعة صنعاء ، مشروع إدارة مياه حوض صنعاء – وزارة المياه و البيئة ، الإدارة العامة لوقاية النبات – اليمن.
  • المعلومات الزراعية لأنواع المحاصيل الحقلية و البستانية لمحافظة صعدة.
  • منشورات إرشادية و العمل مع المزارعين . عمرو العواضي.
  • الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى