افات وامراضالموالحامراض الفاكهة

التصمغ في الحمضيات Gummosis of Citrus

يطلق على هذا المرض عدة أسماء منها التصمغ البني Brown Gummosis وتصمغ العفن البني أو التصمغ البني العفني Brown rot Gummosis والعفن القاعدي أو عفن قاعدة الساق Foot Rot وعفن الجذور الليفية Rot of Fibrous roots وتصمغ أشجار الحمضيات Gummosis of Citrus Trees والعفن البني على ثمار الحمضيات Brown Rot of Citrus Fruits. ويعتبر من أهم الأمراض الكامنة/القاطنة في التربة، ويتسبب عن كائن شبيه للفطريات يسمى فيتوفثورا سيتروفثورا والذي يصيب الأشجار في البستان كما يظهر على الثمار بعد الحصاد وأثناء النقل والتسويق والتخزين. ونظرا لأهمية هذا المرض فقد خصص هذا المنشور للحديث عنه من حيث الأهمية الإقتصادية، والمسبب، والظروف المناسبة، zوالأعراض، ودورة المرض، والمكافحة.

إعداد: عمرو جابر نعمان العواضي

تأريخ : 6 مارس (3) 2023م

أهمية المرض The significance of the disease:

عرف المرض لأول مرة سنة 1832م بجزر الآزور Azores بالمحيط الأطلسي، ومنها ظهر في البرتغال سنة 1845م ، ثم عم المرض في حوض البحر الأبيض المتوسط. وبسبب المرض تم تسجيل خسائر كبيرة على مجموعة واسعة من أنواع الحمضيات منذ أول إندلاع مسجل في الآزور سنة 1832م، وخاصة في جنوب أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية. في الأرجنتين سجلت خسائر على ثمار أشجار ليمون خلال عامي 1990 – 1991م بنسبة 25 – 30% تبلغ من العمر 5 سنوات، كما أنه يعتبر مرض رئيسي على الحمضيات في البرازيل. يوجد المرض في معظم الدول العربية وقد سجل بمصر سنة 1928م، وينتشر في الأراضي الثقيلة بالدلتا ومصر الوسطى، كما يوجد بالأردن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق وليبيا وتونس والجزائر والمغرب والسودان والسعودية واليمن. وقد شوهد المرض على أشجار الليمون في منطقة زبيد بتهامة – اليمن خلال العام 2017م.
هذا ويعد مرض التصمغ في الحمضيات من أهم وأخطر الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق التربة، الفطر (شبيه الفطر) يصيب الشتلات في المشتل مسببا ذبولا فجائيا للشتلات الصغيرة ويسبب أيضا عفن القدم والجذور والتصمغ في أشجار الحمضيات.

المسبب المرضي Pathogen:

يتسبب المرض غالبا عن شبيه فطر يسمى فيتوفثورا سيتروفثورا Phytophthora citrophthora.
يضم الجنس Phytophthora أربعة وأربعون نوعا تصيب مختلف الأشجار والنباتات وما يهمنا منها فقط أربعة أنواع تصيب الحمضيات وهي: Phytophthora citrophthora و P. nicotianae var. Parasitica و P. hibernalis و P. syranga. هذه الفطريات (أشباه الفطريات) تتبع العائلة البيثية Pythiaceae رتبة البرونوسبورات Peronosporales. الفطر (شبيه الفطر) إختياري الترمم، الميسيليوم غير مقسم، ويوجد في حواف الأجزاء المصابة بينما يموت في الأجزاء القديمة، يكون أكياسا جرثومية في التربة بكثرة بينما في طور تطفله على الأشجار لا يكون أكياسا جرثومية. والأكياس الجرثومية بيضاوية أو ليمونية الشكل أو كمثرية إلى بيضاوية الشكل لها حلمة في قمتها. والجراثيم البيضية لهذا النوع غير معروفة حتى الآن. تنبت الأكياس الجرثومية في وجود الماء بتكوين حوالي 5 – 40 جرثومة سابحة (هدبية – إسبورانجية) تخرج من الفتحة العلوية للكيس الإسبورانجي . وتقوم هذه الجراثيم بإحداث إصابات جديدة إذا توفرت لها الظروف الملائمة لذلك. الأكياس الجرثومية أو الإسبورانجية أبعادها 30 – 90 × 30 – 60 ميكرون.

الظروف الملائمة:

1- درجات الحرارة المنخفضة نسبيا في التربة والجو والتي تتراوح بين 20 – 23 °م. ويلائم النمو والتجرثم وتكشف المرض درجة حرارة 24 – 28°م لفطر P. citrophthora و 30 – 32°م للفطر P. parasitica و 20°م لفطر P. hibernalis. وقد وجد أن أنسب درجات الحرارة لنشاط الفطر وحدوث الإصابة هي حوالي 25°م.
2- زيادة الرطوبة في التربة نتيجة زيادة الري أو الزراعة في تربة طينية ثقيلة رديئة الصرف والتهوية.
3- ملامسة مياه الري لجذوع الأشجار (تراكم الماء على الجذع لمدة 5 ساعات على الأقل).
4- التربة الحامضية.
5- حدوث أضرار ميكانيكية (جروح أو شقوق) على الجذع أو القلف.
6- التطعيم على أصول قابلة للإصابة حيث يعتبر الترنج والليمون البلدي والليمون الأضاليا والليمون الحلو شديدة القابلية للإصابة، والجريب فروت والليمون المخرفش والبرتقال واليوسفي والسيترون متوسطة القابلية للإصابة، والنارنج والكمكوات والترايفولياتا شديدة المقاومة. (قابلية الأصل أو الطعم أو كليهما للإصابة).
7- قرب أو ملامسة منطقة التطعيم من سطح التربة أو مدفونة فيها.
8- وجود سماد عضوي حول الجذع.

الأعراض Symptoms:

  • تبدأ الإصابة في قاعدة الجذع (التاج) أو في جذور التاج وتمتد إلى أعلى لتصل إلى الفروع في بعض حالات الإصابة الشديدة وإلى أسفل في الجذور الرئيسية وتنتشر جانبيا حتى تحيط بجذع الشجرة.
  • تسبب الإصابة موت القلف بما في ذلك منطقة الكامبيوم، أما الخشب فإنه لا يتأثر إلا إذا تطرقت إليه كائنات ثانوية تساعد على تعفنه، ويؤدي موت وجفاف القلف فوق سطح التربة إلى تشققه بشكل أشرطة طويلة وتظهر عليه إفرازات صمغية ظاهرة – على الأخص في الجو الجاف لأن المطر يذيب ويغسل الإفرازات الصمغية – تتجمع في سطور مستطيلة أو في كتل ، وقد يسيل الصمغ ويتجمع في كتل على سطح الأرض ، وقد يتجمع تحت القلف الميت ويضغط عليه ويفصله عن الخشب ، أما في أجزاء النباتات الموجودة تحت سطح التربة فإن القلف يتعفن بتأثير كائنات ثانوية وبمساعدة الرطوبة ويمتد هذا العفن في الخشب أيضا ، ويصاحب ذلك رائحة كريهة تشبه رائحة البرتقال المتعفن ، ونظرا لتلون عناصر الخشب في الحالات المتقدمة من المرض فإنه يطلق عليه العفن البني الصمغي.
  • يؤثر المرض في الحالة العامة للأشجار فتصفر الأوراق على الجانب المصاب ثم تتساقط مما يؤدي إلى قلة الإثمار ، وفي الإصابات الشديدة لجذور التاج تتأثر الأوراق كلها وتسقط وينتهي الأمر بموت الأشجار المصابة. وهذا المرض بطيء السريان فلا يظهر تأثيره على الأوراق والأفرع إلا بعد عدة أسابيع أو أشهر من موت القلف.
  • يتسبب عن المرض عفن بني طري للثمار وتصبح ذات رائحة غير مقبولة ، وتصاب الثمار أثناء الجمع وتساقطها للتربة ويستمر الضرر في مراحل لاحقة وقد تصاب الثمار أثناء وجودها على الأشجار.

دورة المرض Disease Cycle:

يترمم الفطر في التربة على البقايا العضوية المتحللة حتى تتوفر الظروف الملائمة لإصابة الأشجار . وعند إنبات الكيس الجرثومي يخرج من ثقب في قمته نحو 30 جرثومة هدبية لكل منها هدبان جانبيان ، وبعد فترة نشاط تختفي الأهداب وتسكن الجرثومة ثم تنبت لتصيب العائل عن طريق الجروح أو الخدوش . وتلعب مياه الأمطار دورا كبيرا في إنتشار هذا المرض ، فأثناء سقوط مطر غزير تحدث طرطشة تعمل على نقل الجراثيم الهدبية من التربة إلى قواعد الأشجار والفروع الرئيسية القريبة من سطح التربة ، كما يعمل ماء الري على حمل الجراثيم الهدبية إلى قواعد الأشجار. تنتقل جراثيم الفطر أيضا بواسطة التربة والرياح المحملة بقطرات الماء وبالملامسة.

المكافحة Control :

أولا: الطرق الوقائية:
1- التطعيم على أصول مقاومة للمرض مثل النارنج واليوسفي والبرتقال وتجنب التطعيم على أصول حساسة كالترنج.
2- عند زراعة الأصول تؤخذ البذور من ثمار خالية من المرض، وعند الشك تعامل البذور بالماء الساخن على حرارة 45 – 52°م لمدة 10 دقائق لأن الفطر يختبئ أسفل غلاف البذرة إذا كان مصدرها ثمار مصابة، وعند الرغبة في تخزين البذور لفترة قبل الزراعة فيجب تجفيفها جيدا من الماء وتعفر بالثيرام Thiram أو غيره ثم توضع في أكياس من البولي إثيلين وتخزن على 5°م.
3- عند تطعيم النباتات يراعى رفع موضع التطعيم بحيث لا يقل إرتفاع منطقة التطعيم عن 30سم فوق سطح التربة.
٤- عند زراعة الشتلات في الأرض المستديمة يراعى أن يكون موضع التطعيم مرتفعا عن سطح الأرض بحوالي 25 – 45سم، مع دهان ساق الأصل القابل للإصابة لإرتفاع 20 – 30 سم بمعلق مائي من مبيد فطري مناسب مثل النحاس أو ميتالاكسيل أو فوستيل الألمنيوم أو بروباموكارب هيدروكلوريد أو غيرها.
5- تجنب زراعة الحمضيات في الترب الثقيلة الرطبة رديئة الصرف والتهوية أو المنخفضة وتفضل الترب الصفراء.
6- تجنب إحداث أي أضرار ميكانيكية على جذع الشجرة. وينصح بإستخدام مبيدات الحشائش بدلا من العزيق.
7- الإعتدال في الري وتحسين الصرف في الأراضي ذات مستوى ماء أرضي مرتفع.
8- تجنب ملامسة ماء الري لجذع الشجرة ويفضل أن يكون حوض الري حول الأشجار بشكل دوائر أو حلقات أو بعمل بتون أو مصاطب دائرية.
9- زراعة الأشجار على أبعاد مناسبة فلا تكون مزدحمة لأن ذلك يمنع وصول الشمس إلى الجذع والتربة ويعيق التهوية وينتج عن ذلك وجود جو رطب حول قواعد الأشجار مما يساعد على حدوث الإصابة.
10- للوقاية ضد إصابات الأفرع والأوراق والأزهار والثمار ينصح الرش عقب أول مطر بالموسم بمبيد مناسب مثل أوكسي كلورور النحاس ويعاد الرش بعد عشرة أسابيع.
11- في المشاتل تستخدم تربة نظيفة لم تزرع من قبل بالحمضيات عند عمل مراقد للبذور.
12- يفضل ري المشاتل بمياه الآبار وفي حالة عدم إمكانية ذلك فيضاف لمياه الري كبريتات النحاس أو أخضر الملاكيت Malachite green أو محلول الكلور بنسب 20, 10, 05 جزء في المليون على التوالي على أن يستمر إضافتها للماء خلال العام الأول من الزراعة.
13- تختبر منطقة التاج في الأشجار الصغيرة وأيضا قمم الجذور الجانبية كل 4 أشهر ولمدة عامين من الزراعة ثم كل 6 شهور حتى يصل عمرها 5 أعوام ثم مرة بالعام بعد ذلك للتأكد من سلامة الأشجار.
14- العناية بالتسميد وخاصة عنصري الزنك والنحاس.
ثانيا: الطرق العلاجية:
1- تعالج الأشجار المصابة جراحيا وكيمائيا كما يلي:
أ- يتم فرد قطعة قماش أو بلاستيك حول الشجرة المراد معالجتها بالأرض كي تتجمع فيها مخلفات الكشط ليتم التخلص منها بعيدا.
ب- بإستخدام سكين حاد في حالة لحاء الجذع ومقشطة في حالة البراعم ومنطقة التاج والجذور يتم التخلص من اللحاء المصاب وإزالة حوالي 1 سم من النسيج السليم الملاصق له ويتم التأكد من ذلك بفحص السطح الداخلي للحاء المنزوع.
ج- أثناء كشط المناطق المصابة يجب عدم الوصول إلى الكامبيوم مع تطهير موضع الجرح بمحلول 1% برمنجنات البوتاسيوم Potassium Permanganate (معلقة شاي / لتر ماء) وعند إلتئام الجروح وتكوين كالوس Callus بالقرب من حواف اللحاء يغطى الجرح بطبقة من الإسفلت السائل أو أي بويات أخرى غير سامة.
د- يمكن دهن منطقة الجرح بعجينة بوردو أو القطران .. ويتم تحضير عجينة بوردو كما يلي:

  • المكونات: (١كجم كبريتات نحاس + 2كجم جير حي + ربع كجم غراء خشب أبيض + ١٥ لتر ماء).
  • الخطوات: (يذاب الجير في 8 لتر ماء ، يذاب ١كجم كبريتات نحاس في 7 لتر ماء ساخن ، يتم صب الكبريتات على الجير المطفي ويتم التقليب ، وأخيرا يضاف ربع كيلوا غراء على التحضير).
  • يعد شهر يناير هو الموعد المناسب لتنفيذ هذه العملية.
  • يكرر دهان الأشجار بصفة دورية بمعلق بوردو.
    2- العلاج الكيماوي المباشر ويتم بالرش بمزيج بوردو بعد أول نزول للمطر وفي حالة الإصابة الشديدة يكرر الرش.
    3- إذا تعذر الحصول على تربة نظيفة في المشتل فيتم تعقيم تربة المشتل بمبيد مناسب مثل بروباموكارب هيدروكلوريد أو ميتالاكسيل أو أزوكسيستروبين أو غيرها.
    4- إذا طوقت الإصابة أكثر من نصف محيط الجذع فمن الضروري إزالة الشجرة وإحلالها بأخرى سليمة.

المصادر References :

أولا: مراجع باللغة العربية:
1- عمرو جابر نعمان العواضي (2019)، آفات وأمراض الموالح (الحمضيات) في اليمن – 51 صفحة pdf.
2- محمد عبدالرحمن الوكيل (2010)، ماذا تعرف عن مرض التصمغ في الموالح (الحمضيات)؟ ، كلية الزراعة – جامعة المنصورة – 5 صفحة pdf.
3- يونس يوسف مولان وآخرون (2008)، تشخيص الأمراض الفطرية ومكافحتها – قسم وقاية النبات – كلية علوم الأغذية والزراعة – جامعة الملك سعود – دار المريخ للنشر – 327 صفحة pdf.
4- صدر الدين نور الدين أبو بكر وآخرون (2003)، الآفات والأمراض النباتية – الجزء الثاني، الإرشاد الزراعي – الفاو – آربيل – الطبعة الأولى – 339 صفحة pdf.
5- حسين محمد العروسي ومحمود أحمد سالم (1997)، أمراض أشجار الفاكهة، دار المعارف – جمهورية مصر العربية – 585 صفحة pdf.
6- حسين العروسي وسمير ميخائيل ومحمد علي عبدالرحيم (2001)، أمراض النبات – منشأة المعارف بالإسكندرية – جمهورية مصر العربية – 523 صفحة pdf.
7- المشروع اليمني الألماني ، نشرة فنية بعنوان: دليل مختصر لآفات وأمراض الموالح – وزارة الزراعة والموارد المائية – صنعاء – اليمن – 73 صفحة pdf.
8- مؤيد رجب عبود العاني وعبدالله نوري عبدالأمير البغدادي (2004)، تأثير رش النحاس والزنك في الصفات الخضرية لبعض أصول الحمضيات – العراق – بحث مستل من رسال ماجستير للباحث الثاني – ملف pdf.
9- عمرو جابر نعمان العواضي (2014)، مذكرة مادة أمراض محاصيل بستانية لطلاب الدبلوم التقني السنة الثانية – وقاية نبات – المعهد التقني الزراعي بالعدين – وزارة التعليم الفني والتدريب المهني – الجمهورية اليمنية.
10- عمرو جابر نعمان العواضي (2017)، زيارة ميدانية لمنطقة زبيد – تهامة – اليمن.
ثانيا: مراجع باللغة الإنكليزية:
1- Érika Akemi Saito Moriya et al. Detection and mapping of trees infected with citrus gummosis using UAV hyperspectral data , Computers and Electronics in Agriculture, Volume 188, September 2021, 106298.
2- https://plantwiseplusknowledgebank.org/doi/10.1079/PWKB.Species.40958.
3- Internet.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى