مرض تجعد أوراق الخوخ Peach Leaf Curl

تجعد أوراق الخوخ مرض فطري يصيب الخوخ / الفرسك و النكتارين و اللوز و المشمش ، و ينتشر في العديد من البلدان العربية بما فيها اليمن. و سنتناول هنا المرض من حيث الأهمية، المسبب ، الأعراض، الظروف البيئية المناسبة ، دورة المرض ، و ختاما المكافحة.

إعداد: عمرو جابر نعمان العواضي

770275567

أهمية المرض:

يعرف هذا المرض أيضا بإسم نقطة الورقة Leaf blister ، و يعتقد أن الصين هي الموطن الأصلي لهذا المرض. عرف المرض قبل سنة 1821م و وصف المسبب المرضي سنة 1857م و سجل في مصر سنة 1920م ، كما ينتشر بالعراق و معظم البلاد التي تزرع الخوخ و قد سجل المرض أيضا في السعودية و سوريا و الأردن و لبنان و ليبيا و تونس و المغرب و اليمن. يظهر المرض أيضا على المشمش ، النكتارين ، و اللوز.

يوجد مرض تجعد الأوراق في معظم مناطق إنتاج الخوخ و البرقوق و الكرز و اللوز و المشمش في العالم ، و قد يسبب المرض خسائر إقتصادية كبيرة على ثمار الخوخ.
مرض تجعد أوراق الخوخ يعتبر المرض الأكثر شيوعا من بين مجموعة الأمراض التي يحدثها الجنس Taphrina ، و هو من الأمراض الخطيرة التي تصيب الخوخ (الفرسك – الدراق) و النكتارين في العالم ، و يسبب خسارة كبيرة في الإنتاج في المناطق ذات المناخ المعتدل ، و تعتبر كل أصناف الخوخ معرضة للإصابة به. لوحظ هذا المرض في جميع مناطق زراعة الخوخ في سوريا. سجل هذا المرض على المشمش في أستراليا و الهند و المكسيك و ولاية فلوريدا الأميركية ، و في إيطاليا تم تسجيل المرض بشكل وبائي على المشمش في منطقة كامبانيا.

المسبب المرضي:

يتسبب المرض عن الفطر الأسكي تافرينا ديفورمانس Taphrina deformans (Burk) Tulasne ، الذي يتبع الفطريات الأسكية الأولية (Hemiascomycetes) ، التي تتميز بأن أكياسها الأسكية عارية ، أي لا تتكون في أجسام ثمرية أسكية . يصيب هذا الفطر الخوخ / الفرسك و المشمش و النكتارين و اللوز ، في حين يصيب النوع تافرينا برونى T. pruni البرقوق.

الوضع التصنيفي للفطر:

Phylum: Ascomycota

(Class: Archiascomycetes (Hemiascomyceted

Order: Taphrinales

Family: Taphrinaceae

يكون الفطر نوعين من الهيفات ، هيفات خضرية تحتوي خلاياهاعلى نواه واحدة بكل منهما و هي تنتج عن إنبات الجراثيم الأسكية أو إنبات الجراثيم الكونيدية الناتجة عن تبرعمها ، و هيفات أسكوجينية و تحتوي كل خلية من خلاياها على نواتين و تنتج عن حدوث إندماج هيفي بين خلايا الهيفات الخضرية . الهيفات الخضرية تتكون من خلايا غير منتظمة قصيرة و توجد بين الخلايا في النسيج الوسطي للأوراق و الخلايا البرنشيمية للأفرع و الأزهار و الثمار ، في حين توجد الأسكوجينية بين البشرة و الأدمة. الأكياس الأسكية توجد عارية على وسادات هيفية على سطح العائل و معرضة للهواء. الجراثيم الأسكية توجد داخل كيس أسكي صولجاني الشكل طوله من 17 – 36 و عرضه 7 – 15 ميكرون . الجراثيم الأسكية كروية إلى بيضية قطرها 3 – 7 ميكرون.

لهذا الفطر سلالات فسيولوجية متخصصة ، فالفطر الذي يصيب اللوز هو Taphrina deformans var amygdali ، بينما الذي يصيب الخوخ (الدراق – الفرسك) هو Taphrina deformans var persicae ، و هناك تحت أنواع من هذا الفطر متخصصة بإصابة كل من الخوخ و المشمش و اللوز ، في حين أثبتت بعض الدراسات أن الفطر Taphrina deformans الذي يصيب الخوخ و النكتارين و اللوز لا يصيب المشمش ، و يفترض بعض المختصين بأن سلالات من الفطر Taphrina deformans معزولة من اللوز غير قادرة على إحداث المرض على أشجار الخوخ و العكس صحيح. إن قاعدة البيانات في بنك الفطريات (Mycobank (2016 تضع الفطر الذي يسبب تجعد الأوراق على المشمش Taphrina deformans var. armeniaca كمرادف للفطر Exoascus deformans var. armeniaca.

• 

• 

• 

الأعراض:

• تظهر الأعراض الأولى على الأوراق الحديثة بعد خروجها من البراعم ، فيتغير لونها إلى الأحمر أو الأخضر الباهت.
• – تجعد الأوراق و زيادة سمكها و طولها و عرضها.
• – عند تقدم الإصابة يختفي اللون الأحمر و الأخضر و يصبح لون السطح العلوي باهت أو فضي.
• – يعقب ذلك موت الأوراق و تحولها إلى اللون البني.
• – عند إصابة الثمار يظهر عليها تجعدات طولية فيصبح شكلها غير منتظم و تضمر و تسقط بالنهاية.
• تظهر الأعراض على الأوراق و الأزهار و الأفرع الحديثة و الثمار و نادرا ما يصيب النموات القديمة . يظهر على السطح العلوي للأوراق غطاء دقيقي رمادي اللون و يؤدي كثرة تساقط الأوراق الأولى إلى نشاط البراعم الساكنة لتكوين جيل جديد من الأوراق . إصابة الأفرع تتسبب في إنتفاخها و تقزمها و إصفرار لونها . إصابة الأزهار و الثمار يؤدي إلى تساقطها مبكرا مما يجعل مشاهدة المرض على الثمار الناضجة نادرا . الشجرة المصابة بشدة تضعف و لا تنتج محصولا جيدا نظرا لتساقط أوراقها المصابة مبكرا و كذلك لتساقط أزهارها و ثمارها.

• 

• 

• 

• 

• 

الظروف المناسبة للمرض:

يلائم حدوث المرض في أوائل الربيع الجو الرطب المائل للبرودة ، حيث أن أفضل درجات الحرارة ملائمة لإنبات الجراثيم هي 20 درجة مئوية ، و يمكنها إختراق بشرة النبات على حرارة تتراوح ما بين 10 – 21 درجة مئوية. و يحدث تطور للمرض تحت ظروف المناخ البارد الرطب. كما يظهر المرض في المناطق حيث يسود الجو الرطب و الحرارة المعتدلة.

دورة المرض:

تحدث عدوى المرض مبكرة في الربيع قبل تكون الأدمة على بشرة الأوراق. تنبت الجراثيم الأسكية أو الكونيدية على اسطح الأوراق أو الأزهار مكونة أنابيب إنبات أطرافها مدببة تنمو بين خلايا البشرة (تطفل داخلي و بين خلوي) و تتفرع بين خلايا البشرة و النسيج العمادي و الأسفنجي ، و لا يستطيع الفطر الوصول إلى البشرة إذا تم تكوين طبقة الأدمة. بعد فترة من النمو الفطري الداخلي يحدث الإندماج الهيفي بين الخلايا الإبتدائية الأحادية النواه فينتج خلايا ذات نواتين تتكون بين البشرة و طبقة الأدمة ، تتكاثر تلك الهيفات الثانوية الأسكوجينية أسفل الأدمة، و تصبح الطبقة الخصبة . يحدث الإندماج النووي بين نواتي كل خلية أسكوجينية و تصبح ذات نواة واحدة ثنائية العدد الكروموسومي. تستطيل الخلية و تنقسم نواتها إعتياديا ، تتجه إحدى النواتين للطرف البعيد و تبقى الأخرى في القاعدة و يتكون جدار قرب القاعدة يفصل خلية قاعدية عن الخلية الطرفية و التي تصبح الخلية الأمية للكيس الأسكي . تنقسم نواه الخلية الأمية إنقساما إختزاليا ثم إعتياديا ليتكون بها 8 نوايات أحادية العدد الكروموسومي ، يحاط كل منها بسيتوبلازم و جدار لتصبح 8 جراثيم أسكية داخل كيس أسكي . تضغط الأكياس الأسكية على الأدمة فتمزقها و تنفجر الأكياس الأسكية و تنطلق الجراثيم . و عادة ما تتبرعم الجراثيم الأسكية قبل إنطلاقها أو بعد تحررها من الكيس الأسكي و تعرف الجراثيم الناتجة عن التبرعم بالجراثيم الكونيدية . الجراثيم الأسكية أو الكونيدية المنطلقة و التي يصل منها إلى شقوق قلف الأشجار تسكن بها ، و قد تتبرعم بها مكونة جراثيم كونيدية ثانوية ذات جدر سميكة تتحمل فترات الجفاف و الحرارة صيفا و برودة الجو شتاءا ، تكون مصدر للعدوى في الربيع ، و إذا كانت الظروف غير ملائمة للإصابة عند تفتح البراعم في الربيع فإن الجراثيم الكونيدية يمكنها الإستمرار في الحالة الرمية حتى الربيع التالي.

للفطر Taphrina deformans مرحلتان في دورة حياته ، مرحلة التطفل الميسلومي في خلايا الورقة و الأزهار و الثمار ، و المرحلة الرمية Saprophytic و هي مرحلة البيات الشتوي و تبدأ عندما تعطي الجراثيم الأسكية جراثيم كونيدية برعمية.

• 

• 

المكافحة:

• تقليم الأشجار و جمع بقايا النبات المتساقطة و حرقها خلال فترة سكون العصارة لتقليل مصادر العدوى.
• – الصنف ريد هيفين و الأصناف المشتقة منه تبدي مقاومة لهذا المرض.
• – الإهتمام بالري و التسميد الجيد.
• – الرش بالمبيدات يكون قبل تفتح البراعم و بعد التقليم في بداية الربيع أو قبل إنتفاخ البراعم نهاية الخريف ، و يفيد أوكسي كلورور النحاس أو كلوروثالونيل .

• 

المصادر العلمية:

1- حسين العروسي و آخرون (2001) ، أمراض النبات – منشأة المعارف بالإسكندرية.

2- يونس يوسف مولان و آخرون (2008) ، تشخيص الأمراض الفطرية و طرق مكافحتها – قسم وقاية النبات – كلية علوم الأغذية و الزراعة – جامعة الملك سعود – دار المريخ للنشر – الرياض – المملكة العربية السعودية.

3- حسن أحمد خليل و آخرون (2020) ، التسجيل الأول لإصابة أشجار المشمش بالفطر Taphrina deformans في سورية – قسم وقاية النبات – كلية الزراعة – جامعة البعث – حمص – سورية – مجلة وقاية النبات العربية مجلد 38 عدد 2 (2020).

4- أليجيو مالوسا ود و آخرون (2013) ، دليل الآفات و الأمراض الخاصة بالدراق – دائرة المكتبة الوطنية – الأردن.

5- حسين محمد العروسي و محمود أحمد سالم (1997) ، أمراض الفاكهة – جمهورية مصر – دار المعارف.

6- محمد عبدالخالق الحمداني ، الموسوعة العربية لأمراض النبات و الفطريات .

7- عمرو جابر نعمان العواضي و آخرون (2012) ، تشخيص أهم أمراض المحاصيل البستانية – مشروع تخرج قسم وقاية النبات – المعهد التقني الزراعي بالعدين – وزارة التعليم الفني و التدريب المهني – اليمن.

8 – الإنترنت.