العنبامراض الفاكهة

مرض البياض الدقيقي في العنب

يعتبر مرض البياض الدقيقي في العنب من أهم الأمراض التي تصيب العنب لما ينتج عنه من خسائر اقتصادية كبيرة إذا ترك دون مكافحة . وسنتحدث في هذا المقال عن المسببات والاعراض لهذا المرض وطرق المكافحة المتكاملة.

إعداد: عمرو جابر نعمان العواضي

770275567

الأهمية الاقتصادية :

الاهمية الاقتصادية لمرض البياض الدقيقي في العنب

نشأ المرض على الساحل الشرقي للولايات المتحدة (1834) و وصل إلى إنجلترا عام 1845 ، ثم غزا بقية أوروبا فيما بين عامي 1847 و 1851. و سرعان ما أصبح من أهم أمراض العنب في العالم. في عام 1852 ، تسببت الهجمات القوية في خسارة ما بين 50 إلى 70٪ من الإنتاج في فرنسا ، وهو العام الذي تم فيه اكتشاف المرض أيضًا لأول مرة في البرتغال.

يتواجد مرض البياض الدقيقي في معظم أماكن زراعة العنب. و قد تكون الخسارة 100% في الإصابات المبكرة على الأصناف الحساسة.

البياض الدقيقي من أخطر الأمراض التي تصيب العنب في اليمن. حيث تشير بعض التقارير أن ظهور البياض الدقيقي على العنب في منطقة بني معاذ/صعدة يكون في شهر أبريل. و المكافحة تبدأ من أبريل و تستمر حتى أغسطس. و في عام 2005م شوهد هذا المرض على أصناف العنب الرازقي و العاصمي و الأسود في منطقة بني حشيش بمحافظة صنعاء خلال مايو – يونيو – يوليو – أغسطس و سبتمبر.

كما يمكن القول أن المرض يظهر على زراعات العنب في اليمن ابتداء من شهر مارس و حتى شهر سبتمبر. و يعرف المرض محليا بإسم “الذحلة”. و هو من الأمراض التي تظهر سنويا على العنب.

كما يعتبر من أهم الأمراض التي تصيب العنب لما ينتج عنه من خسائر اقتصادية كبيرة إذا ترك دون مكافحة. و تعتبر بعض أصناف العنب عائلا لهذا المرض حيث يصيب البراعم و الأوراق الحديثة و السوق الطرية و القمم النامية للنباتات بالإضافة إلى الثمار.

يزداد الضرر الاقتصادي لهذا المرض عند إصابة الثمار فيسبب تشوهها و تشققها قبل نضجها و انخفاض القيمة التسويقية لها.

ونظرا للتهديد المباشر لهذا المرض و الحاجة للمكافحة السريعة فقد استخدمت المبيدات الكيميائية و لازالت الطريقة الأكثر استخداما في الحد من أضراره. و نظرا لأن الجراثيم الجنسية للفطر متغيرة وراثيا فإن هذا يسمح للمرض بتطوير مقاومة لمبيدات الفطريات.

كما أشار مهدي و آخرون (2010م) أن 77.71% من مزارعي العنب في منطقة بني حشيش/صنعاء يستخدمون المبيدات الكيميائية لمكافحة البياض الدقيقي في العنب. و نسبة المزارعين الذين يستخدمون المبيدات + ترب العنب 67.93%. و 26.34% يعتمدون على ترب العنب فقط.

ويظهر المرض على العنب في مناطق المرتفعات الشمالية – اليمن خلال الفترة من فبراير حتى أبريل. ( الفاو 2018).

الفطر المسبب لمرض البياض الدقيقي في العنب :

الفطر المسبب لمرض البياض الدقيقي في العنب

الشكل الجنسي أو المثالي عرف منذ فترة طويلة بإسم Uncinula  necator . و لكن تم تصنيفه مؤخرا على أنه Erysiphe necator  بناء على الخصائص المورفولوجية و الخلوية و طريقة تكاثرها.

 شكله غير الكامل أو اللاجنسي هو Oidium tuckeri . و هو يتبع الفطريات الآسكية ، إجباري التطفل و خارجي ، الميسيليوم سطحي (خارجي) ، ترسل الهيفات أعضاء إلتصاق و ممصات تخترق خلايا البشرة و تمتص عن طريقها الغذاء اللازم للفطر . ينمو على الميسيليوم حوامل كونيدية عديدة الخلايا قائمة . يتراوح طول الحامل الكونيدي من 10 – 400 ميكرون يتكون بكثرة عموديا على هيفات مستعرضة ، و في قمته تتكون الجراثيم الكونيدية في سلاسل ذات شكل بيضاوي أو مستطيل نوعا ما.

 الثمار الآسكية كروية الشكل سوداء اللون يمكن ملاحظتها بالعين المجردة كنقط سوداء منتشرة على الميسيليوم. و تتميز الثمار الآسكية لهذا الفطر بوجود زوائد هيفية على سطحها ذات شكل خطافي مميز ، و يوجد بداخل كل ثمرة آسكية 4 – 8 أكياس آسكية. و هذا  الفطر يصيب محصول العنب فقط.

الظروف الملائمة لمرض البياض الدقيقي في العنب :

يناسب المرض الجو الدافئ و الرطوبة المتوسطة (الظروف المثالية 20 – 28 درجة مئوية، و رطوبة نسبية 80 – 90 % ، و مستويات إضاءة منخفضة نسبيا).

درجة الحرارة المثلى لحدوث العدوى و تطور المرض تتراوح ما بين 27 – 20 درجة مئوية. و يمكن أن ينمو الفطر على حرارة تتراوح بين 6 – 32 درجة مئوية.

لا يحتاج إنبات الجراثيم إلى وجود الماء أو رطوبة جوية مرتفعة و يمكن أن تنبت في الجو الجاف نسبيا.

 يؤدي وجود الماء الحار إلى:

  • نقص إنبات الجراثيم الكونيدية أو إنباتها إنباتا غير عاديا.
  • إنفجار الجراثيم الكونيدية  ؛ بسبب الضغط الإنتفاخي.
  • يؤدي تساقط الأمطار إلى نقص إنتشار المرض ؛ لأنها تسبب تمزق الميسيليوم و إزالة الجراثيم الكونيدية من على مناطق الإصابة.

الضوء الخافت المنتشر يزيد من إنتشار المرض.و ضوء الشمس الساطع يؤدي إلى تثبيت عملية إنبات الجراثيم.

أصناف العنب المبكرة النضج عادة تنجو من الإصابة  . لسرعة نضجها قبل أن تصبح الظروف الجوية ملائمة لحدوث العدوى ، و العكس في حالة الأصناف المتأخرة النضج حيث يزداد فيها ضرر الإصابة.

اعراض الاصابة بمرض البياض الدقيقي في العنب:

اعراض الاصابة بمرض البياض الدقيقي على ثمار العنب

يمكن للفطر أن يصيب جميع الأنسجة الخضراء للعنب (الأوراق و أعناقها ، الأغصان الصغيرة ، الأزهار ، حوامل العناقيد و الثمار).

تظهر الإصابة على سطحي الورقة و لكنها أكثر شدة على السطح العلوي للورقة بشكل بقع بيضاء أو رمادية دقيقية المظهر تتسع و تتصل ببعضها حتى تعم كل سطح الورقة . ينتج عن الإصابة الشديدة تجعد الأوراق و جفافها و قد تتساقط.

اعراض مرض البياض الدقيقي في العنب على الاوراق

 الأعناق و حوامل العناقيد تصبح هشة سهلة الكسر بتقدم العمر.

  و عندما تصاب الأفرع الخضراء تظهر الأنسجة المصابة على هيئة بقع بنية داكنة إلى سوداء ، ثم يصبح بالنهاية بني محمر على سطح القصبات بعد تساقط الأوراق. و تبدأ العدوى الأولى في قواعد الأفرع الغضة و منها تنتقل إلى الأوراق.

اعراض الاصابة على اوراق العنب

  تؤدي إصابة الأزهار إلى تساقطها قبل أن تعقد . و إذا حدثت الإصابة بعد العقد فإن الثمار المصابة تصبح مشوهة و مشققة . نتيجة لجفاف جلد الثمرة و فقد مرونته ، و عادة لا تصاب الثمار بعد إبتداء نضجها.

تشقق ثمار العنب وتشوهها

دورة المرض و مصادر العدوى:

دورة مرض البياض الدقيقي في العنب

 يمضي الفطر الشتاء على صورة أجسام ثمرية على الفروع و الأوراق و شقوق اللحاء أو بصورة ميسيليوم أو هيفات في براعم و أغصان العنب. و قد يبقى الفطر حيا من موسم لآخر على هيئة جراثيم كونيدية في الأنسجة الخضراء المتبقية على العنب.

 كما تنتشر الجراثيم الكونيدية بواسطة الرياح و تسبب إصابات جديدة متكررة على النباتات المتجاورة أثناء الموسم. تنتشر الجراثيم الكونيدية على أنسجة النبات الخضراء ، و تنبت لتبدأ إصابات جديدة في غضون 5 – 10 أيام.

طرق مكافحة البياض الدقيقي في العنب :

– التعفير بالرمل الناعم(ترب العنب) أحد الطرق التي يتبعها مزارعي الأعناب في اليمن ، و هذه العملية ذات كفاءة عالية في مكافحة المرض بسبب احتواء التراب على مادة ثاني أكسيد السيليكون التي تمتص الرطوبة من أسطح أوراق و فروع و ثمار العنب مما يؤثر على نسبة الرطوبة الملائمة لنمو و تطور المرض.

– الإهتمام بالتقليم لإزالة الأفرع المصابة و توفير تهوية جيدة و تقليل كثافة الأوراق و تظليلها لبعضها البعض مما يقلل من فرص الإصابة بالمرض.

– جمع و حرق الأوراق الجافة المتساقطة و مخلفات التقليم ؛ للتخلص مما بها من مصادر عدوى. 

– تحسين تغذية النبات برش سيليكات البوتاسيوم أو بيكربونات البوتاسيوم حيث يمكن أن تعمل الأخيرة كبديل آمن للكبريت.

– المكافحة الكيميائية:

  • بين صوالحة (2011م) في دراسة قام بها أن زيادة عدد الرشات لأكثر من أربع مرات بمبيد فوليكور لم يكن ذا جدوى اقتصادية ، حيث أنه لم يحقق للمزارع أي خفض آخر في شدة الإصابة أو زيادة في الإنتاج أو في جودة الثمار ، فقد تبين أن اجراء أربع رشات يكفي لخفض معدل نسبة إصابة الثمار إلى 1.5% و هي دون الحد الإقتصادي الحرج لهذا المرض.
  • المعاملة/الرشة الأولى (طول النموات الحديثة 15سم): التعفير بالكبريت المخلوط بتراب الفرن(الرماد) بنسبة 1 : 9 أو الرش بكبريت ميكروني.
  • المعاملة/الرشة الثانية (بعد عقد الثمار ): الرش بمبيد متخصص مثل ميريت 32.5% SC بوسكاليد + كريزوكسيم ميثيل  – مايكوتان 12.5% EC  – ترياديمينول  – فلوسيلازول.
  • المعاملة/ الرشة الثالثة (عندما تصل الثمار ثلث حجمها الطبيعي): الرش بمبيد ثيوفانيت ميثيل أو كاربيندازيم.
  • المعاملة/الرشة الرابعة (قبل النضج بأسبوعين): رش خليط من كبريت + فلوسيلازول.
  • يفيد إضافة مركب بومادرام مع محلول رش المبيدات أو الأسمدة في زيادة الكفاءة و الفاعلية.
  • تشير بعض المرجع العلمية أن من المفيد اجراء رشة بعد التقليم مباشرة ، أي أثناء سكون العصارة ، و ذلك بإستخدام مبيد فطري مخلوطا معه زيت شتوي.

و في المناطق التي يوجد بها إصابة بمرض البياض الدقيقي مع إحتمال ظهور إصابة بمرض البياض الزغبي ، يضاف أوكسي كلورور النحاس بمعدل 0.3% مع مبيدات البياض الدقيقي في الرشتين الثالثة و الرابعة.

المصادر:

– توفيق مصطفى ، أحمد الرداد المومني(1990)م ، آفات الحديقة و المنزل  (الأمراض النباتية و الحشرات الزراعية و البيطرية و الطبية) – كلية الزراعة  – الجامعة الأردنية  – الطبعة الأولى  – الدار العربية للنشر و التوزيع  – القاهرة.

– صبحي سليمان  (2006)م ، أمراض الفاكهة – دار الكتب العربية للنشر و التوزيع  – القاهرة.

– حسين العروسي و آخرون (2001)م – أمراض النبات – منشأة المعارف بالإسكندرية.

– حازم صوالحة (2011)م ، دراسة تأثير عدد الرشات بالمبيد الفطري فوليكور لمكافحة مرض البياض الدقيقي في محصول العنب في منطقة الخليل بفلسطين  – المجلة الأردنية في العلوم الزراعية ، المجلد7 ، العدد4 .

– حسن سليمان إحمد مهدي و آخرون  (2010)م ، التقييم الريفي التشاركي في تطبيق استراتيجية الإدارة المتكاملة لآفات العنب بحوض صنعاء بالجمهورية اليمنية – مجلة جامعة الملك عبدالعزيز ، المجلد21 ، العدد2 .

– عمرو جابر نعمان العواضي (2019)م ، الإدارة المتكاملة لآفات و أمراض العنب في الجمهورية اليمنية.

– التقويم الموسمي للإنتاج النباتي (المرتفعات الشمالية 2018) ، منظمة الأغذية والزراعة  – الفاو – بالتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي.

 – عمرو جابر نعمان العواضي ( منشور 13/3/2020)  ، البياض الدقيقي في العنب.

 – John Hartman and Julie Beale (٢٠٠٨) : Powdery Mildew of Grape, Plant Pathology Fact Sheet.

 – Organic Farming September 2010  : Managing Grapevine Powdery Mildew.

– Maria do Carmo Val (٢٠١٣): ADVID Technical Notes, Technical Note 5 – “Grapevine Powdery Mildew”.

مواضيع متعلقة :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى