الموت الخلفي و عفن ثمار المانجو Dieback and Fruit rot of mango

يعتبر مرض الموت الخلفي و عفن ثمار المانجو أحد الأمراض القاتلة و المتسببة في أضرار جسيمة للشجرة و إنتاجيتها . كما يسبب خسائر كبيرة على ثمار المانجو في التخزين.

أهمية المرض:

• يوجد هذا مرض عفن ثمار المانجو في كثير من مناطق زراعة المانجو زراعة المانجو في العالم.
• ينتشر المرض في إيران و أستراليا و الهند و الولايات المتحدة الأميركية و باكستان و البرازيل.
• يوجد هذا المرض في العديد من البلدان العربية كمصر و السودان و الإمارات و اليمن.
• يعتبر أحد الأمراض القاتلة و المتسببة في أضرار جسيمة للشجرة و إنتاجيتها . كما يسبب خسائر كبيرة على ثمار المانجو في التخزين.
• يؤثر المرض على جميع أجزاء شجرة المانجو في جميع الأعمار ؛ و بالتالي يعتبر مشكلة مهمة تواجه صناعة المانجو و تسويقها.
• تم الإبلاغ عن المرض كعامل مسبب في تدمير بساتين مانجو في غضون أيام أو بضعة أسابيع من العدوى في الهند ، الولايات المتحدة الأميركية ، باكستان ، و البرازيل.
• ينتشر عفن ثمار المانجو على زراعات المانجو في الجمهورية اليمنية في محافظات أبين ، لحج ، الحديدة ، و حجة.أشار سلام (2010) أن أعلى نسبة إصابة بالمرض كانت في محافظة الحديدة (15.8%) و أقل نسبة إصابة في محافظة حجة (12.3%) و كانت أعلى شدة إصابة في محافظة أبين (0.1%) و أقل شدة إصابة في محافظة حجة (0.08%) خلال عام 2007م.
• يعتبر من أهم و أخطر الأمراض المنتشرة على أشجار المانجو في الساحل الجنوبي من اليمن . و لقد كثرت و تكررت الشكاوي من قبل المزارعين و المستثمرين و خاصة خلال العشرين السنة الماضية.
  هذا .. و قد تم ملاحظة إنتشار المرض في منطقة الجر – عبس/محافظة حجة و العديد من مناطق زراعة المانجو في محافظة الحديدة (العواضي 2016 – 201٨م).

المسبب المرضي لعفن ثمار المانجو :

أشار علي و سالم أن نتائج التحاليل المختبرية الأولية للأفرع المصابة من صنف المانجو توتا بوري و التي تم جمعها من مواقع مختلفة من دلتا أبين/اليمن أظهرت.

وجود الفطر Botryodiplodia theobromae و هذه النتائج تتفق مع نتائج دراسات سابقة محلية.

أشار سلام (2010) أنه تم الحصول على مزارع نقية من الفطريات المعزولة من العينات المصابة . و من خلال الصفات المزرعية و الفحص الميكروسكوبي أمكن تعريف العزلات على أنها:
Colletotrichum و Fusarium oxysporum و Botryodiplodia theobromae و gloeosporioides و Alternaria solani و Aspergillus niger .
تم تحديد أربعة عزلات من الفطر Botryodiplodia theobromae (عزلة واحدة من كل محافظة/لحج و أبين و الحديدة و حجة).

كما أثبت إختبار القدرة الإمراضية أن الفطر Botryodiplodia theobromae هو المسئول عن الإصابة بمرض الموت التراجعي في المانجو ( عفن ثمار المانجو ) .

و كانت عزلة الحديدة أكثر العزلات إحداثا للمرض ، الفطريات الأخرى سببت تبقعات و تقرحات موضعية على الأوراق و الساق في الشتلات المعداة.

الفطر بوتريوديبلوديا ثيوبرومى Botryodiplodia theobromae (=Diplodia natalensis) يمكنه أيضا أن يصيب ثمار الموز و البرتقال و الليمون الأضاليا و الليمون البنزهير و الباباظ و الزبدية و الكمثرى.

و هو من الفطريات الناقصة التي تتبع الرتبة Sphaeropsidales و التي تمتاز بتكوينها لأوعية بكنيدية. ميسيليوم الفطر مقسم داكن اللون ، الأوعية البكنيدية كروية إلى دورقية الشكل سوداء اللون ، ذات فوهة أو بروز تخرج منها الجراثيم البكنيدية/الكونيدية البيضاوية . الجراثيم شفافة وحيدة الخلية قبل تمام نضجها ، ثم يصبح لونها بني داكن و يتكون بها جدار وسطي يقسمها إلى خليتين (الجراثيم مكتملة النضج لونها بني داكن تتكون من خليتين تتميزان بوجود خطوط طولية فاتحة اللون على إمتداد الخليتين).

الفطر بوتريودبلويا ثيوبرومى Botryodiplodia (Lasiodiplodia theobromae طوره الكامل يسمى فيسالوسبورا رودينا Physalospora rodina و يتبع الفطريات الأسكية.
قد يتسبب المرض عن فطريات أخرى مثل Botryosphaeria ribis و Henderonula toruloidea و Ceratocystes fimbriata .

الظروف الملائمة لعفن ثمار المانجو :

• يلائم نمو الفطر و إحداث العدوى بالثمار درجات حرارة من 25 – 31 درجة مئوية مع رطوبة نسبية تزيد عن 80%.
• إرتفاع مستوى الماء الأرضي في الأراضي القديمة ، نقص عنصر البوتاسيوم ، عدم دهان أماكن الجروح عقب التقليم مباشرة بأحد المطهرات الفطرية ، و عدم وضع النقاطات في أماكنها السليمة بالنسبة للأشجار مما يسبب زيادة الرطوبة حول الأشجار أو حدوث جفاف حول الأشجار أيضا .. تعتبر من العوامل التي تؤدي إلى حدوث الإصابة.
• الأصناف وحيدة الجنين (سنارة طويل و سنارة قصير و مبروكة) أكثر الأصناف حساسية للمرض ، أما الأصناف عديدة الأجنة (قلب الثور و كتشينر و بومبي) فهي أكثر الأصناف مقاومة للمرض.
• انخفض معدل نمو الميسيليوم عندما زادت درجة الحرارة إلى 35 درجة مئوية و توقف عند 40 درجة مئوية. و سجل أعلى معدل لتعداد الجراثيم الكونيدية عند 30 درجة مئوية.يساعد على إصابة الثمار زيادة نضجها و تخزينها في مخازن غير صحية و درجة حرارتها مرتفعة.
• تزداد الإصابة على الثمار الناضجة مكتملة النمو و تقل على الثمار غير الناضجة و الصغيرة.

أعراض مرض عفن ثمار المانجو :

يصيب المرض أشجار المانجو في مراحل نموها المختلفة. فقد يصيب الأشجار الصغيرة فتموت الشجرة فيضطر المزارع إلى إعادة الزراعة في الموسم القادم. و قد يصيب الأشجار في سن مبكر في طور الأزهار و تكوين الثمار و أثناء التخزين.

تظهر الأعراض على أطراف الأفرع و الأغصان الحديثة و حتى عمر سنتان فتذبل و تموت و يتلون القلف بلون قاتم أو داكن و يمتد المرض في إتجاه قاعدة الفرع. و يمتد لأسفل حتى يصل إلى الجذع الرئيسي للشجرة و يمتد المرض في جميع الأفرع حتى تموت الشجرة بالكامل.

يتغير لون الأوراق إلى البني و تلتف الحواف إلى أعلى فتموت الأوراق و تتساقط.

قد يمتد المرض من الأفرع إلى الثمار و خاصة في الأصناف كبيرة الحجم كالتيمور و الفونس فتبدأ الإصابة في منطقة إتصال الثمرة بالعنق فيحدث فيها تلون بني داكن في منطقة القشرة مصحوبا بتعفن طري في أنسجة الثمرة له رائحة مميزة كالتخمر. و قد تسقط الثمرة. و يقل محتوى الثمرة من السكريات و المواد الصلبة الذائبة و حمض الأسكوربيك ، كما تزداد حموضة الثمرة.

يلاحظ وجود حد فاصل بين الأنسجة المصابة و الأنسجة السليمة مع إنكماش واضح في الأنسجة الميتة و يمكن عن طريق مشاهدة هذا الحد الفاصل أن نفرق بين مرض موت الأطراف و تأثير الصقيع الذي يؤدي إلى موت الأطراف في قمم أشجار المانجو و لكن لا يوجد هذا الحد الواضح.

في الأفرع الكبيرة يحدث شلل على أحد جوانب الشجرة يمتد لأسفل حتى يصل للجذع الرئيسي نتيجة إنتشار الناخرات التي تشاهد يرقاتها داخل أنفاق ممتدة بمنطقة الخشب و اللحاء في الجذع الرئيسي للشجرة و كذلك الأفرع الجانبية السميكة و يدخل الفطر كإصابة ثانوية فتظهر عليها أعراض التصمغ ثم الشلل الكامل للفرع. و عند كشط الجزء المتصمغ يلاحظ وجود منطقة ملونة باللون البني المسود تمتد في جميع الإتجاهاتثم يموت الفرع بعد ذلك.

الدراسة التشريحية للأنسجة المريضة بالفطر

الدراسة التشريحية للأنسجة المريضة بالفطر Botryodiplodia theobromae ، أظهرت تغيرات تشريحية شملت كل الأنسجة . فأنسجة الخشب و اللحاء يحدث بها نخر (موت موضعي) Necrosis .

و تستحث خلايا القشرة و برانشيمية اللحاء و الخشب و النخاع . يحدث تمزق و انحلال لجدر الخلايا مع وجود لون أسمر قاتم , وتستعمر هيفات الفطر الأنسجة و الخلايا . بالإضافة إلى تكون التايلوزات tyloses و الأصباغ pigments و المواد الدباغية Tanninoid substances و الأحماض الفينولية Phenolic acids في أنسجة النبات (سلام 2010).

دورة المرض:

تحدث الإصابة في المزرعة من الجراثيم البكنيدية التي تنتشر بالهواء إلى الأفرع أو الثمار المجروحة و قد تنتقل العدوى بين الثمار عند التسويق و التخزين بالملامسة.
او قد تحدث الإصابة بعد جمع الثمار ، و تحدث العدوى عن طريق العنق المقطوع أو أي فرع آخر.
كما تحدث إصابة الأفرع كإصابة ثانوية عقب التقليم أو الإصابة بحشرات ناخرات الساق و الأفرع.
تحتوي مخلفات التقليم كميات كبيرة من الجراثيم و التي يمكنها أن تجدد الإصابة.

المكافحة:

زراعة الأصناف المقاومة للمرض ، و قد وجد في إختبار بعض الأصناف في اليمن أن صنف بومبي أكثر الأصناف مقاومة للمرض يلية قلب الثور ثم كتشينر و هي أصناف عديدة الأجنة. و في مصر وجد أن أصناف المانجو البلدية و عويس و الهندي بذرة هي أكثر الأصناف مقاومة للمرض.

إختيار العيون و أقلام التطعيم من أشجار سليمة ، مع مراعاة تعقيم أدوات التطعيم.

تقليم و حرق الأفرع المصابة و الثمار المصابة بالمزرعة ، مع مراعاة تعقيم أدوات التقليم كلما أستخدمت في إزالة جزء مصاب.

العناية بالثمار عند الجمع و المناولة للإقلال من الجروح قدر الإمكان.

تقليم الأفرع الجافة مع إزالة جزء من الأنسجة السليمة حوالي 5 – 10 سم و ذلك في الفترة من منتصف ديسمبر حتى منتصف يناير حيث تكون الأشجار في مرحلة السكون النسبي الذي تكون مسببات الأمراض و كذلك الحشرات التي تلعب دورا في نقلها في حالة كمون مع ضرورة حرق نواتج التقليم.

يتم عقب التقليم مباشرة (في نفس يوم التقليم) الرش بمطهر فطري مناسب.

في حالة إصابة الأفرع الكبيرة يتم قطعها بمنشار على أن تزال مع جزء من الأنسجة السليمة و دهان مكان القطع بعجينة بوردو (1 كجم كبريتات نحاس + 2 كجم جير حي + 10 – 15 لتر ماء).

مكافحة الحشرات ثاقبات و ناخرات الأفرع.

يفيد في حالة إطالة فترة التخزين معاملة الثمار بمحلول 6% بوراكس حرارته 43 درجة مئوية لمدة 3 دقائق . كما أفاد غمر الثمار في ماء دافئ حرارته 46 درجة مئوية لمدة 100 دقيقة.

بينت نتائج مكافحة المرض (سلام 2010):

مستخلصات زيت بذور النيم و زيت الحبة السوداء و المستخلص المائي لأوراق نبات الحناء ، أظهرت نتائج ايجابية معنوية في خفض نمو مسيليوم الفطر . وصلت نسبة التثبيط إلى 90 % عند التركيزات العالية و لوحظ انخفاض معدلات نمو المسيليوم كلما زاد تركيز الزيوت المستخدمة.

أعطى مبيد كاربيندازيم مع العناصر الصغرى (حديد ، زنك ، منجنيز) أعلى نسبة خفض لشدة الإصابة. و هنا نشر لأهيمة استخدام مبيد بريمور 50% Wp + نوتري بابل أو فانجارد.

أشار علي و سالم في دراسة تمت بمحافظة أبين/اليمن تفوق المبيد كاربيندازيم 50% بمعدل 1 مل / 1 لتر ماء و المبيد ميتالاكسيل + نحاس 50% بمعدل 4 جم/1 لتر ماء عن المبيدات الأخرى (بينوميل و ثيوفانيت ميثيل و أوكسي كلورور النحاس) في خفض شدة الإصابة بالمرض. و أوصى بإستخدامها تحت ظروف دلتا أبين كل عشرة أيام حتى يختفي المرض.

المصادر:

1- فؤاد إسماعيل علي و محمد علي سالم ، تقيم فاعلية مبيدات فطرية مختلفة في مكافحة مرض موت الأطراف على أشجار المانجو تحت ظروف دلتا أبين/الجمهورية اليمنية.

2- نجيب أحمد محسن سلام ، دراسات فسيولوجية و مرضية على مرض الموت التراجعي Die back على أشجار المانجو Mangifera Indica l.

و طرق مكافحته 2010م ، قسم وقاية النبات – كلية ناصر للعلوم الزراعية – جامعة عدن.
3- جهاد محمد الهباء و آخرون ، أمراض النبات ، للصف الثالث بالمدارس الثانوية الزراعية ، 2010/2011م – جمهورية مصر العربية.
4- حسين العروسي و محمود أحمد سالم ، أمراض أشجار الفاكهة ، 1997م – دار المعارف.
5- حمدي محمد المصري و آخرون ، زراعة و إنتاج المانجو – نشرة فنية رقم (7) لسنة 2015م – وزارة الزراعة و استصلاح الأراضي – جمهورية مصر العربية.
6- Esam Eldin Saeed , And others, Detection and Management of Mango Dieback
Disease in the United Arab Emirates, 2017.
7- Fatima H. Kamil, And others, Biological Control of Mango Dieback Disease Caused by Lasiodiplodia
theobromae Using Streptomycete and Non-streptomycete Actinobacteria in
the United Arab Emirates, 2018.
8- عمرو جابر نعمان العواضي ، العمل الميداني في اليمن 2016 – 2018م ، اليمن.
9- الإنترنت.

إعداد: عمرو جابر نعمان العواضي
770275567
تأريخ: 24/أغسطس (8)/2020م