الارشاد الزراعيالتفاحالعنبالموالحامراض الفاكهةامراض النباتفواكه اخرى

مرض تقرح الحمضيات Citrus canker

يعد مرض تقرح الحمضيات – Citrus canker – من بين الأمراض المهمة التي تصيب الحمضيات إذ تصيب البكتيريا جميع أجزاء شجرة الحمضيات فوق سطح التربة كالأوراق و الأغصان و الجذع و حتى الثمرة و تنتهي بموت النبات بالكامل .

وسنذكر في هذا المقال اسباب مرض تقرح الحمضيات و اهم الاعراض و الاضرار وطرق المكافحه .

أهمية المرض:

الأمراض البكتيرية التي تصاب بها الحمضيات قليلة مقارنة بالأمراض الفطرية و الفايروسية و لكن تعد خطيرة مقارنة بالأمراض الأخرى ، و يعد مرض تقرح الحمضيات البكتيري من بين الأمراض المهمة التي تصيب الحمضيات إذ تصيب البكتيريا جميع أجزاء شجرة الحمضيات فوق سطح التربة كالأوراق و الأغصان و الجذع و حتى الثمرة و تنتهي بموت النبات بالكامل.

و يعتقد أن المرض نشأ في جنوب شرق آسيا ، و بعد ذلك انتشر في جميع آسيا ثم إلى أفريقيا و أميركا و غيرها.

البكتيرة المسببة لهذا المرض تلحق الضرر بالكثير من الأنواع المزروعة للفصيلة السذابية – في المقام الأول الحمضيات و برتقال الكمكوات (Fortunella) و البرتقال ثلاثي الأوراق (Poncirus) – التي تنمو في الظروف المناخية الإستوائية و شبه الإستوائية السائدة في العديد من بلدان آسيا و أميركا الجنوبية و أوسيانيا و أفريقيا ، و كذلك في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية.

في الولايات المتحدة الأميركية أكتشف المرض عام 1912م في ولاية فلوريدا ،د؛ فتقرر الحجر الزراعي الداخلي على المرض . و إجراء عمليات إبادة بحرق أشجار أي مزرعة تظهر بها إصابة ، و بدء تنفيذ الإبادة عام 1915م ، و استمرت حتى عام 1945م . حين أعلن القضاء تماما على المرض بعد أن تم حرق ما يزيد عن 13 مليون نبات حمضيات.

و كذلك اتخذت اجراءات مماثلة في جنوب أفريقيا. كما سجل المرض مؤخرا في سلطنة عمان على الليمون ، و كذلك في اليمن و الإمارات العربية.

أشار الغشم (1994) أن مرض التقرح البكتيري على الحمضيات أحد أهم الآفات الإقتصادية في الجمهورية اليمنية ، كما ذكر المشروع اليمني الألماني التابع للإدارة العامة لوقاية النبات بوازرة الزراعة اليمنية أن تقرح الموالح أحد أمراض الموالح في اليمن.

سجل مرض تقرح الحمضيات في شمال اليمن (Cook, 1988). و قد دخل المرض إلى اليمن مع شحنة حمضيات (شتلات) قادمة من الهند . و انتشرت الإصابة لعدة مناطق أثناء توزيع الشتلات و لم يتم إكتشاف الإصابة إلا بعد توزيع الشتلات للعديد من المزارع ، و كانت الإصابة مرتبطة بحشرة صانعة أنفاق أوراق الحمضيات.

انتشار المرض :

كما لوحظ من خلال العمل الميداني إنتشار المرض على أشجار الليمون في مختلف مناطق زراعتها باليمن . و في سبتمبر من العام الجاري (2020)م ، وصلتنا شكاوي من بعض المزارعين عن وجود المرض و تسببه في خسائر في محافظة أبين/جنوب اليمن ؛ مما دفعنا لكتابة هذا التقرير.

أشار المشهداني (2019) أن مرض التقرح البكتيري يشكل الخطر الحقيقي لزراعة الحمضيات في العديد من الأقطار و المهدد الحقيقي لزراعة الحمضيات. و بينت نتائج الدراسة أن البكتيرة المسببة للمرض تصيب ثمار البرتقال و الليمون و النارنج و أجزاء أخرى من النبات كالأوراق و الأغصان.

كما أشار Kobayashi (2017) أن المرض يتسبب في حدوث خسائر إقتصادية تتمثل في انخفاض العائد بسبب إصابة الثمار و الأوراق و انخفاض القيمة التسويقية للثمار المصابة ، علاوة على قيود الحجر الصحي التي تمنع تسويق ثمار الحمضيات من المناطق الموبوءة إلى المناطق الخالية من المرض ، و أن ملايين الدولارات تنفق في أميركا على برامج الإستئصال للمرض.

أشار El Hassan (2016) أن نسبة الإصابة في محليتي القضارف و المفازة – السودان 65.34% للأولى و 8.68% للمحلية الثانية .

و لم يسجل المرض في محلية الفقشة خلال هذه المسوحات . أيضاً لوحظت فروقات كبيرة في مستويات المرض بين أنواع الزراعات المختلفة(البساتين التجارية والمشاتل وأشجار الحمضيات في المنازل) حيث سجلت أشجار الحمضيات في المنازل أعلى نسبة حدوث للمرض (45.91%) تليها البساتين التجارية بنسبة (25.32%) في حين أن المشاتل أظهرت أقل نسبة إصابة (%17).

مناطق وجود انتشار مرض تقرح الحمضيات
إنتشار و توزيع المرض عالميا / النقاط الصفراء مناطق وجود المرض

الظروف الملائمة:

  • يعتبر التقرح من أخطر أمراض الحمضيات في البلاد الحارة الممطرة ، و ذات الرطوبة المرتفعة.
  • يلزم لنجاح العدوى وجود ماء حر على سطح النبات لمدة 20 دقيقة على الأقل ؛ بالتالي تعد الأمطار عامل مشجع للمرض و كذلك الرياح المحملة بالرطوبة.
  • يلائم المرض الحرارة المرتفعة نسبيا ، من 30 – 35 درجة مئوية و الرطوبة الشديدة و الأمطار خلال فترة النمو خلال فترة النمو السريع للنباتات.
  • الإصابة بحشرة صانعة الأنفاق ، و الجروح.
  • ذكرت بعض الدراسات أن ذروة المرض تكون في شهر يوليو ، يليه سبتمبر ، بينما كان المرض في مارس في الحد الأدنى.
  • البكتيرة تصيب النبات في مختلف مراحل النمو من شتلات و نباتات كبيرة و بالغة.
  • لم تظهر البكتيرة أي نمو في درجة حرارة 39 درجة مئوية في المعمل. كما لم تظهر أي نمو في الوسط الملحي الحاوي على 4% كلوريد الصوديوم.
  • الأمطار الغزيرة غير المعتادة و التي حدثت في اليمن خلال العام الجاري (2020) ، كانت وراء حدوث الإصابات البالغة بالتقرح البكتيري على الحمضيات.

المسبب:

يتسبب المرض عن البكتيرة زانثوموناس سترى Xanthomonas citri ، و هي بكتيرة عصوية متحركة بسوط واحد طرفي و مستقيمة و سالبة لصبغة جرام (الخلية كروية الشكل). و هذه البكتيرة هوائية إجباريا و كيميائية و عضوية التغذية.

ظهرت البكتيرة على شكل مستعمرات صفراء ذات قوام لزج عند تنميتها في NA و YGC.
البكتيرة Xanthomonas citri تدخل أنسجة النبات خلال الفتحات الطبيعية و الجروح ، و تتكاثر في المسافات البينية للأنسجة البرانشيمية و تحلل الصفائح الوسطى مسببة تفكك الخلايا.

في الفترة الأخيرة جرى تغيير تصنيف الآفة من X. axonopodis pv. Citri إلى X. citri subsp. citri (سلالات المجموعة أ) و استعيدت التسمية التي أطلقها Gabriel و آخرون و أصبح الإسم المتعارف عليه الآن لمسبب مرض تقرح الحمضيات X. citri subsp. citri .

أما مجموعات السلالات الأخرى لآفة X. campestrid pv. citri فقد أعيد تصنيفها لتصبح الآن تحت فئة tifolii. subsp Xanthomonasfusc (المجموعات ب ، ج ، د) و فئة is. subsp Xanthomonasalfalfae (المجموعة هاء).

الأعراض:

اعراض مرض تقرح الحمضيات
أعراض الإصابة و الضرر على الحمضيات

تظهر الأعراض على كافة أجزاء النبات الخضرية (الأوراق ، الأغصان و الثمار الناضجة و غير الناضجة).

قد تظهر أعراض التقرح على الشتول في أي موسم من المواسم . و على الأشجار الفتية بدءا من أواخر الصيف و حتى الخريف ، عندما تحصل فورة من البراعم المضلعة النامية بأعداد كبيرة.

أنسجة الأوراق الأقدم و الثمار الناضجة تكون أكثر مقاومة للإصابة في الظروف الطبيعية.

الأعراض على الأوراق تبدأ بظهور بقع صغيرة اسفنجية صفراء على السطوح السفلى . ثم تصبح البقع صدئية بحافة لامعة ذات لون بني مصفر أو خضراء تحاط بهالة صفراء .

و يلي ذلك بروز مفاجئ على سطحي الورقة ، حيث تتسع البقع و ترتفع و تصبح زيتية جربية المظهر Scabby (خشنة و متشققة و فلينية). و يحدث انخفاض في مركز البقعة يشبه انخفاض فوهة بركان Crater – like و تؤدي الإصابة الشديدة إلى تساقط شديد للأوراق.

الأعراض على الأغصان في الظروف المناخية الجافة ،

تكون بقعة القرحة فلينية أو اسفنجية القوام ، و تكون منتفخة و متشققة السطح. أما في الظروف المناخية الرطبة فتتسع الإصابة بسرعة و يبقى السطح غير مشقق و تصبح حدوده زيتية . و يمكن التعرف على ندبة التقرح بواسطة حك سطحها الخشن لإزالة الطبقة الفلينية الخارجية لتتكشف تقرحات يتراوح لونها بين البني الفاتح و الداكن في الأنسجة السليمة للحاء الأخضر. و تؤدي الإصابة الشديدة إلى جفاف للأفرع من القمة إلى أسفل.

على الثمار تظهر بثرات اسفنجية خشنة متفجرة ذات حواف لامعة زيتية ، و لا تحاط بهالة كما في بقع الأوراق ، و كثافة إصابة الثمرة يجعلها غير صالحة للتسويق. و يمكن أن بنزل من البقع سائل لزج (مواد راتنجية) يحتوي على البكتيريا المسببة. و التقرحات لا تخترق القشرة الخارجية للثمرة.

يسبب الفطر Elsinoëfawcettii أعراض شبيهة بأعراض تقرح الحمضيات البكتيري ، و لا سيما على أنواع العوائل التي تتسم بمقاومتها لتبقع الحمضيات ، و تنقصها أحيانا الهالة الصفراء الإعتيادية ، و يمكن التفريق بين المرضين بناء على إنعدام الإرتشاح البكتيري.

و تختلف النباتات في قابليتها للإصابة و درجة مقاومتها للمرض ، فأكثرها مقاومة التنجارين و السيترون ، و تقل المقاومة في الليمون الأضاليا فالبرتقال فالليمون البلدي فالترايفولياتا ، ثم الجريب فروت الشديد القابلية للإصابة.

مصادر العدوى:

  • الأجزاء النباتية المصابة كالأوراق و البراعم و الثمار. و مخلفات التقليم.
  • رذاذ الأمطار و الرياح المحملة بالرطوبة و كذلك البذور.
  • الحشرات الكاملة لصانعة أنفاق أوراق الحمضيات تنقل الإصابة.
  • الإفرازات البكتيرية من الأجزاء المصابة.
  • تنتقل البكتيريا ميكانيكيا.

دورة المرض:

دورة حياة مرض تقرح الحمضيات
أعلى اليمين: البكتيرة في طبق بتري على شكل مستعمرة صفراء لزجة
أعلى اليسار: شكل الخلية البكتيرية مسبب المرض
أسفل: دورة المرض

تخترق البكتيريا النبات خلال الثغور أو الجروح التي تسببها الرياح و الأشواك و الحشرات و نتيجة عمليات الخدمة. عند وجود ماء حر على سطح البقع يتم خروج البكتيريا و تنتشر إلى مناطق جديدة بواسطة رذاذ و قطرات المطر التي تهب عليها الرياح.

تتكاثر هذه البكتيرة بواسطة الإنشطار الثنائي. يمكن أن يؤدي عدد قليل من الخلايا البكتيرية التي يتم دفعها من خلال فتحات الثغور أو الجروح إلى الإصابة بالمرض و تبدأ دورة المرض مرة أخرى.

يمكن للبكتيريا العيش على أنسجة النبات حتى تسقط و تبدأ بالتحلل ، و عندئذ تواجه البكتيريا منافسة من الكائنات الحية الدقيقة في التربة (يمكن للبكتيريا المكشوفة البقاء على قيد الحياة لبضعة أيام فقط في التربة ، و بضعة أشهر في نفايات النبات المختلطة في التربة).

يؤدي التعرض لأشعة الشمس المباشرة إلى تسريع موت البكتيريا ، و تموت البكتيريا التي تتسرب على أسطح النباتات عندما تجف. و مع ذلك ، يمكن أن تعيش البكتيريا في البقع الموجودة على أسطح الأنسجة الخشبية لسنوات ، و تكون بمثابة لقاح عبر مواسم النمو.

بقاء البكتيريا محدود في التربة ، و لكن يمكنها البقاء على الأنسجة النباتية المصابة حية لفترات طويلة من الزمن في التربة.

يمكن أن تبقى البكتيريا كامنة في النبات و يتراوح طول فترة الكمون من بضعة أيام إلى أسبوع . و يعتمد ذلك على درجة الحرارة و مرحلة نمو النسيج النباتي و توافر الجروح و كمية اللقاح. الفترة الأكثر خطورة لعدوى الثمار بعد 60 – 70 يوما من العقد.

المكافحة:

اتخاذ اجراءات الحجر الزراعي في الباد الخالية من المرض و الحجر الزراعي الداخلي للقضاء على المرض في حال اكتشافه.

زراعة الأصناف المقاومة في المناطق و البلاد الموبوءة.

في المشاتل يجب التأكد من زراعة بذور ناتجة من محصول سليم و للإحتياط تطهر البذور بالغمر في محلول 35% من فوق أكسيد الهيدروجين لمدة عشر دقائق.

تقليم الأفرع المصابة و حرقها ثم الرش بأحد المبيدات الفطرية مثل أوكسي كلورور النحاس بمعدل 0.35% خلال الثلاثة أشهر الأولى من تكوين الثمار.

استخدام مصدات الرياح المصممة بشكل صحيح لمنع انتقال المرض بواسطة مياه الأمطار التي تحركها الرياح.

تجنب العمل في البساتين المتأثرة عندما تكون الأشجار مبللة من الندى أو المطر.

تطهير الأدوات و المعدات الزراعية.

أشارت المشهداني (2019) أن المضاد الحيوي سيفوتاكسيم Cefotaxime قد أعطى أعلى نسبة تثبيط لجميع سلالات البكتيريا المستعملة إذ بلغ قطر منطقة التثبيط 25 ملم . تلاه المضاد الحيوي سيفيكسيم Cefixime إذ بلغ قطر منطقة التثبيت 22.7 ملم.

أما المضادات الحيوية تتراسايكلين Tetracycline ، جنتامايسين Gentamycin ، ستربتومايسين Streptomycin ، ازوثومايسين Azithromycin فقد بلغت نسب التثبيط (15.6 , 15 , 14.6 , 11) ملم على التوالي.

و بالنسبة للمستخلصات النباتية ، فقد أعطى المستخلص المائي لثمرة الفلفل الأحمر أعلى نسلة تثبيط ، إذ بلغ قطر منطقة التثبيط 10ملم ، تلاه مستخلص أوراق البصل بقيمة 7 ملم ، ثم مستخلص فصوص الثوم بقيمة 6 ملم ، ثم مستخلص جذر الفجل بقيمة 4 ملم ، بينما لم يظهر مستهلص أوراق العنب أي تأثير يذكر على البكتيريا.

المصادر:

1- صبحي سليمان (2006) أمراض الفاكهة – دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع – القاهرة.

2- حسين محمد العروسي و محمود أحمد سالم (1997) أمراض أشجار الفاكهة – دار المعارف – القاهرة.

3- زهراء سالم المشهداني (2019) عزل و تشخيص بكتيريا Xanthomonas axonopodis pv. citri المسببة لمرض التقرح البكتيري على الحمضيات و مقاومتها بإستعمال المضادات الحيوية . قسم علوم الحياة/كلية التربية للنبات – جامعة الموصل – الموصل – العراق.

4- بروتوكول تشخيصي 6: آفة تقرح الحمضيات (2017) ، منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة – الإتفاقية الدولية لوقاية النباتات . المعيار الدولي لتدابير الصحة النباتية رقم 27.

5- دليل مختصر لأفات و أمراض الموالح ، وزارة الزراعة و الموارد المائية – الإدارة العامة لوقاية المزروعات – المشروع اليمني الألماني – صنعاء.

6- محمد الحسنين و عمر علي بابكر (2016) حدوث مرض التقرح البكتيري على الحمضيات في ولاية جاداريف – السودان.

7- الإنترنت.

8- Bacterial Citrus Canker1T. S. Schubert2 and X. Sun3, Plant Pathology Circular No. 377,May June1996 (fifth revision January 2003).

9- Adilson K. and others, Enhanced resistance to citrus canker in transgenic sweet

orange expressing the sarcotoxin IA gene, Eur J Plant Pathol, 19 Apr. 2017.

10- Waldir C. and others (2006): Injuries Caused by Citrus Leafminer (Phyllocnistis citrella)

الكاتب:

مرض تقرح الحمضيات
Citrus canker disease
( التقرح البكتيري على الموالح ، التقرح الأسيوي ، قرحة الحمضيات)
إعداد: عمرو جابر نعمان العواضي
770275567
تأريخ: 14/سبتمبر(9)/2020م

مواضيع اخرى :

الحشرة القشرية الحمراء على الحمضيات The Red Scale Insect On Citrus

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى